المؤتمر الذي لم أكن أنوي حضوره

المؤتمر الذي لم أكن أنوي حضوره

بقلم نادين إميل (مجموعة العاصفة – القاهرة)

"لا تخف....سر الى العمق"، ده كان شعار مؤتمر الرفاق لسنة 2012 واللي فيه عشت فترة دخول إلى العمق وفترة تمييز وروح عائلية حقيقية. بصراحة أنا ما كنتش عايزة أطلع. أولاً، لأني كنت في أزمة شخصية صعبة، و ثانياً، كنت مش قادرة على دسامة المؤتمر في حالتي هذه، و كنت عايزة استفاد بالأجازة الطويلة للترفيه مع أصحابي، وبعد محاولات عديدة للسفر، حتى آخر لحظة، باءت كلها بالفشل، قررت أطلع المؤتمر.

في لحظة دخولي بيت كنج مريوط، حسيت بتغيير مباشر في نفسيتي، مع استقبال أفراد الرفاق لي بضحكاتهم ومع أطفال الرفاق اللي وجودهم بيشع محبة الله وفرحه. إحساس إني داخل عيلة كبيرة اللي مع كل مؤتمر بيتأصل فيّ وذكريات كل ركن في هذا البيت اللي بتفكرني بلحظات ربنا كلمني فيها في رياضة أو شجرة سمعت تحتها حقيقة كانت غائبة أو ذكريات عزيزة من مؤتمرات سابقة.

رغم قلة عدد الحضور وافتقاد رفاق الصعيد، إلا أني لمست أبعاداُ مهمة وحسيت بنعمة وغنى كبير في المؤتمر. المؤتمر. كان في المؤتمر 3 "أوقات جد" وهي فترات مشاركة مع مجموعة من 5 أفراد ومرافق، على 3 أبعاد نعيشها على المستوى الشخصي وفي الجماعة الصغيرة والكبيرة، وهم: البعد الجماعي والبعد الروحي والبعد الرسولي.

في آخر كل يوم كنا نعمل "البهاريز" و هي طريقة تمييز جماعي في كل مجموعة، تمييز لاحتياجات للجماعة الكبيرة والاتجاهات اللي لازم نركّز عليها، عن طريق مراجعة مشاركاتنا في المجموعة ووضعها أمام الله وصياغة جملة عملية في صيغة توصية، وده لعرضها في آخر المؤتمر على الكل. بالنسبة لي "البهاريز" كانت من أكثر الوسائل فاعلية لصياغة توصيات السنة، لإنها كانت نابعة من وقت شخصي وتمييز جماعي في مجموعات صغيرة تدل على عمل الله في المجموعات واحتياج حقيقي لجماعة الرفاق. وده كان واضح في وقت طرح "البهاريز" اللي أثمرت توصيات شبيهة جداً من كل مجموعة واللي متعلقة بأهمية المسيرة الروحية لكل شخص لنمو المجموعة وأهمية مشاركة هذه الخبرات وتقييم هذا النمو في الجماعة الكبيرة.

عامل الوقت - ويمكن قلة العدد - كان عامل مساعد للدخول إلى العمق اللي أشعرني أن المؤتمر كان أقرب لرياضة روحية (غير صامتة) منه لمؤتمر، وده بالنسبة لي كان مهم ومفيد. أيضاً من أكثر الأشياء اللي لمستني هي مجموعة المشاركة، اللي حسيت فيها بعمق ومساندة وحالة تمييز حقيقية عشناها وأهمية هذا لشخص مثلي لم تتح له فرصة التمييز في مجموعته.

من حيث الجانب الترفيهي، يوم السبت كان فيه فترة حمام سباحة واللي جت بناء على طلب الأغلبية بدل البحر. رغم أن البعض كان يريد تأجيلها للأحد علشان الناس تمشي، إلا أن فريق التحضير والمجلس أصروا على أن تكون في مكانها علشان نعيش روح جماعة ترفيهي مع بعض وده بالفعل عزز روح العيلة الكبيرة وكانت فترة مسلية جداً لجميع الأعمار بناءً على شهادات الكثيرين.

في الآخر أحب أقول إن وجود الآباء اليسوعيين بكثرة (40% من عدد المؤتمر ودي كانت لزمة المؤتمر عند الإشارة الي أغلبية مجموعة ما) وفرة الوقت، روح الجماعة، عدد المتزوجين وأطفالهم اللي أصبحت نقطة قوة للرفاق (واللي لم تزعج واحدة "سِنجِل" مثلي) وطريقة التحضير، أعطت روح مختلفة وجديدة للمؤتمر واللي بأشكر ربنا من كل قلبي أنه حرص بكل الوسائل أن أذهب لهذا المؤتمر وأدخل إلى العمق.