خطاب من الاب هنري بولاد حول إمكانية التزام جماعة رفاق الكرمة عقب ثورة 25 يناير

 للرد  على طلبك، أود اقتراح أمرين:

 

1- تفكير عميق حول النقاط التالية:

· ثورة الشباب

أ‌) طريقة التخطيط لها وكيف تمت، بالتدريج (مرحلة تلو الأخرى) حتى سقوط مبارك.

الجانب

  الإيجابي والسلبي بالنسبة لكل الأطراف: الشباب أنفسهم، قوى الأمن (الشرطة والجيش)، رؤوس النظام (الرئيس والوزراء، ألخ)، الإخوان المسلمين، المسلمين بصفة عامة، المسيحيين والكنائس (المؤمنين والسلطات الكنسية) والشعب بصفة عامة وكيف كان رد فعله.

ب) ماذا وراء تلك الثورة؟ ما أسبابها المباشرة والبعيدة؟ وما علاقتها بالثورة التونسية (النقاط المشتركة وأوجه الاختلاف)؟ وما هو دور الدول الأجنبية؟ ودور الإنترنت؟ وما هي العواقب المحتملة بالنسبة للبلدان الأخرى في المنطقة؟ وبقية بلدان العالم؟ وما هي العواقب المحتملة بالنسبة لتطور الإسلام بصفة عامة والإخوان المسلمين بصفة خاصة؟

ج) دراسة البيانات الصادرة عن غبطة البطريرك أنطونيوس نجيب وعن عدالة وسلام والأب فاضل سيداروس والأب نادر ميشيل. التفكير بتمعن في بعض التحليلات والمقالات الرئيسية التي تتناول تلك الأحداث (أحتفظ ببعضها على حاسبي الشخصي ويمكن أن أرسلها لك).

- تأملات عامة بشكل أوسع

 

أ) تقييم سنوات حكم مبارك الثلاثين ونظام السادات ونظام ناصر. ما هي الصلة بين الثلاث أنظمة : هل توجد أوجه تشابه واختلاف؟

ب) ما هو مفهوم الديكتاتورية؟ وما هي الديمقراطية؟ وما هي شروطها؟ عقد مقارنة بين الديكتاتوريات المتعددة ومختلف النظم الديمقراطية التي تعرفونها. هل المصريون –والعرب بصفة عامة- ناضجون بشكل كاف لتطبيق الديمقراطية ؟

ج) كيف ترون مستقبل مصر : في الوقت الحاضر وعلى المدى البعيد؟ وماذا عن العلاقات بين المواطنين والسلطة وبين المسيحيين والمسلمين؟ هل يمكننا أن نحلم بعودة حزب الوفد كما كان أيام سعد زغلول وبالعودة إلى ما كانت مصر عليه في عشرينيات القرن الماضي؟ هل يمكننا تخيل مجتمع مدني حديث وعلماني؟ إذا كانت الإجابة نعم فما هي الشروط؟

2- ما العمل؟ ماذا يمكننا فعله؟

أ- مواصلة هذا التفكير عن طريق قراءة مستمرة للأحداث الجارية، سواء بين أعضاء رفاق الكرمة أو –وهذا أفضل بكثير- مع أشخاص آخرين يمكن لكل عضو أن يجمعهم حوله، مما يسمح بالتوعية والعمل بشكل أوسع.

ب- تحديد الأشخاص والمجموعات والجمعيات الملتزمة في مصر بهذا النوع من التفكير أو في العمل الاجتماعي أو السياسي (حقوق الانسان والمواطنة، ألخ). الاستعلام عن ماهيتهم وما يفعلون وما قد يقترحوا علينا فعله. وكذلك دعوتهم ليتحدثوا إلينا والنظر في العمل المشترك معهم.

ج- دراسة جدول الأعمال الذي حدده شباب الثورة ورؤية ما نستطيع القيام به بشكل ملموس للمساعدة على تحقيقه. فيمكن لكل عضو في جماعة الرفاق وكل مجموعة اختيار نقطة محددة والالتزام بمتابعتها وتحديد الطريقة التي يعتزم اتباعها في ذلك.

هنري بولاد، من الرهبانية اليسوعية

الأسكندرية، 12 فبراير 2011