المجموعة الصغيرة

ينتظم الرفاق في مجموعات صغيرة بحيث تتكون كل مجموعة من ٧- ١٠ أعضاء يجتمعون مرة كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع بصحبة مرافق روحي (راهب أو علماني من الرفاق) يقوم بتوجيه ومتابعة أعضاء المجموعة للدخول والنمو في أسلوب الحياة الذي تقترحه جماعة الرفاق. وتقوم المجموعة باختيار شخص من بين أعضائها يقوم بدور المنشط داخل المجموعة طوال فترة ما - سنتين مثلاً - يحرص خلالهما على ضمان استمرارية الاجتماعات وتشجيع المجموعة على حضور اللقاءات المختلفة للجماعة الكبيرة والرياضات الروحية. فكل من المرافق الروحي ومنشط المجموعة يقومان بدور هام في متابعة تقدم المجموعة وأعضائها.
يتضمن كل اجتماع وقتاً للصلاة وآخر لمشاركة الحياة، يتبعهما تقييماً للاجتماع، ويصل وقته إلى حوالى 150 دقيقة.

الاجتماع

وقت الاجتماع هو وقت للقاء الآخرين ولقاء الله، وقت يساعد كل عضو في نموه الروحي، ويساعد المجموعة بأسرها في التقدم على طريق التمييز من أجل الرسالة.

وتختار كل مجموعة مكان الاجتماع وزمانه، فالمكان قد يكون ثابتاً - في مكتب الرفاق، لدى المرافق الروحي أو أحد الأعضاء - أو قد يكون متغيراً. والزمان أيضاً نفس الشيء حيث تختلف الفترة بين كل اجتماع بحسب ظروف الأعضاء بكل مجموعة.
وتكون مسؤولية تحضير وتنشيط الاجتماع تبادلية بين الأعضاء.

وينقسم الاجتماع عادةً إلى عدة أوقات هامة

الاستقبال (20 دقيقة):

مع دعوة لاحتساء مشروب أو حلوى (يستغرق وقتاً طويلاً او قصيراً حسب إيقاع حياة الأشخاص) ويمكن خلاله مشاركة المعلومات: اخبار شخصية او عائلية ولا يعاد ذكرها في المشاركة في الاجتماع، أخبار عالمية أو محلية ... إلخ

وقت الصلاة (20 دقيقة):

تأخذ المجموعة معاً وقتاً للصلاة التي عادة ما تكون في بداية الاجتماع. أثناء الصلاة ومن خلال الوسيلة المقترحة للدخول فيها، يضع كل عضو نفسه أمام الله. ويمكن للأعضاء بعد وقت من الصمت أن يشاركوا الآخرين بصلاتهم العفوية في المجموعات تحت التكوين، تكون الفرصة متاحة لتقديم تمهيد للأساليب المختلفة للصلاة الإغناطية التي اكتشفها الأعضاء (التأمل، المشاهدة، الحوار التأملي، طلب النعمة، المناجاة، ... إلخ).

مشاركة الحياة (60 دقيقة):

من أهم الأوقات التي تساعد على نمو المجموعة. وفيها يقوم كل عضو بالمشاركة بحياته وما عاشه في الفترة الماضية – منطلقاً من مراجعة الحياة اليومية التي قام بها. في حين يستقبل بقية الأعضاء مشاركته في انتباه وإنصات لتمييز نداءات الله فيما يقوله الآخر.

أراجع حياتي تحت نظر الرب فأنظر إلى الأحداث المعاشة منذ الاجتماع السابق، ويمكن أن أركز على حادثة واحدة أو قطاعاً واحداً من حياتي (عمل، حياة عائلية، المال، أو كيف أمضي وقتي؟) والمهم أن نلمس كافة جوانب حياتنا عن قرب من اجتماع لآخر. في مراجعة لحياتي الفعلية ابحث عن فرصتي للنمو في هذا الحدث، وعن المسيح الذي أبحث عنه، كيف قابلته بمناسبة هذا الحدث. وهكذا أتعلم أن أقرأ تاريخي الشخصي مثل التاريخ المقدس، وباتباع هذا النظام أكتشف في الوقت نفسه ما الذي يعوق نموي في المسيح. في هذه المشاركة لن أقول بدون شك كل شيء ولكن ما سأقوله هو الحقيقة.

ومن المهم أثناء وقت المشاركة الالتزام بعدم التعليق وعدم مناقشة ما يقال أو إسداء النصائح، فاحترام مشاركة الآخر أمر في غاية الأهمية لمساعدته على الانفتاح والمشاركة بعمق ما يحيا. كما يفضل أن تكون أسئلة المشاركة بين أيدي الأعضاء قبل الاجتماع بفترة مناسبة حتى يتسنى لهم التفكير بها وتعميقها. خلال المشاركة أصمت كي أستمع حقيقة إلى الآخر: أقبله وأحترم كونه مختلفاً عني ولا أسعى إلى اعتباره مثلي أو حسب تصنيفاتي. ومن خلال ما يقوله لي الآخر، يمكن للرب أن يدعوني فهل أنا قادر علي الاستماع إليه دون أن أهرب ودون أن أصنفه أو أدينه، فالاستماع هو طريق التواضع.

التبادل (20 دقيقة):

إن التبادل والحوار يطيل ويعمق المشاركة ولا يعني المناقشة بل هو كلمة تحاول مساعدة الآخر ولا يعنى عرض الحلول له ولكن مساعدته لكي يستوضح بنفسه عن مراجعته الخاصة للحدث. ويمكن أيضاً أن أقول لأحد الأعضاء كم لمستني كلمته، وفي هذه الكلمة التي أوجهها أتساءل عما إذا كنت أتكلم بدافع حب للآخر أو بدافع البحث عن ذاتي.

مسيرتنا الأخوية معاً تجعل بيننا تقارباً ومن خلال هذه الكلمة تصبح المساعدة المتبادلة نحو التمييز ممكنة وبواسطة الآخرين أتعرف على دعوة الرب في حياتي.

التقييم (10 دقائق):

بعد مشاركة الحياة، تأخذ المجموعة وقتاً من الصمت والصلاة لقراءة وتعميق ما عاشوه أثناء الاجتماع من: فرح، قلق، حزن، تساؤل، شكر، نية، ويقوموا بمشاركته معاً. إن التقييم هو الذي يخلق الجماعة. ويمكن القيام به من خلال عبارة قصيرة من خلال هذه الاسئلة البسيطة: ما الذي ساعدني في هذا الاجتماع؟ ما الذي ضايقني؟ ما الذي وجدته صعباً؟ ما الذي اتمناه كي يساعدني أكثر؟ في نهاية الاجتماع، يتم الاتفاق على موعد وموضوع الاجتماع التالي.

مُرسلين إلى العالم

تساعد المجموعة كل عضو بها على تمييز نداء المسيح له في كافة نواحي حياته: الشخصية، العائلية، المهنية، الاجتماعية، الكنسية، ويتحقق ذلك من خلال مشاركة الحياة والتمييز الجماعي، فالحياة في المجموعة تساعد أعضائها على اكتشاف وتعميق رسالة كل منهم على مستوى شخصي وجماعي، حتى يتسنى لهم اتباع المسيح عن كثب والمشاركة في رسالته في خدمة العالم. ولا يتأتى لعضو الرفاق، تمييز رسالته والانطلاق بها، دون المواظبة على الصلاة اليومية ومراجعة الحياة.