تعليقاً على أهلاً بـ25 يناير 2012


 

تعليقاً على أهلاً بـ25 يناير 2012 

بقلم رامي كرم 

 

أحياناً لا يمكن البقاء على الحياد، وأحياناً يكون البقاء على الحياد جزءاً من التواطؤ. حتّى لو كانت الرؤية منعدمة والضباب شديداً والأصوات متداخلة، هناك صوت ما لا يمكن للقلب المنصت أن يخطئه.  

لا أحد يريد   الثورة ولا المخاطرة، لكن المشكلة هي في هؤلاء الملاعين الذين يبادرون بالمخاطرة   ويهددون استقراري: هم مصدر الاضطراب حين يخاطرون بأنفسهم ويتهورون بالقفز في المجهول ويتركونني أعمل صوت العقل مقرراً أنّ المخاطرة غير محسوبة.

 يمكنني أن أغمض  عينيّ وأصم آذنيّ ولكن لا يمكنني أن أتجاهل هؤلاء الذين دبت فيهم الحياة بعد سبات عميق ووثقوا في قدرتهم لأوّل مرّة بينما الجميع يحاولون جاهدين إثبات أنّهم عاجزون وأغبياء ويريدون أن يجهضوا حلمهم إلى الأبد لأنّ حلمهم يهدد بإطلاق سراح أحلامي التي أجهضتها.

بقيت الجماهير الغفيرة على الحياد حين حُكِم على معلّم مشاغب مثير للقلاقل بالصلب، بينما تجمهر الكثيرون مؤيدين لصلبه. لم يقف أحد هناك ليناصره لأنّ الأغلبية كانوا في حيرة من أمره يزِنون الأمور بعقولهم ولا يريدون التهوّر بتأييد شخص شِبه مهزوم وسط أدعياء كثيرين ادعوا النبوة أو تخليص إسرائيل. صُلِب وتشتت أصدقاؤه بالطبع ولم يكن هناك من يدافع عنه.

ولم أكن أنا هناك، ولو جاء ثانيةً لتجاهلته وتدثرت بلامبالاتي وحساباتي العقلانيّة.