الاستدامة في حياتي (مراجعة حياة)

بقلم سمر شنوده

أطلب نعمة أن أجد التوازن في روابطي اليومية التي أتغذى من خلالها

أو أطلب من الله نعمة أن يجددني في علاقتي بالكون

 

نستخدم صوراً ذهنية تعبر عن نوعية العلاقات التي تربطنا بالكون من حولنا.

فنقول مثلاً إننا نأكل الكتب

أو نستقي المعلومات

أو لا نشبع أبداً من النظر إلى البحر

وكأنه يربطنا بالكون علاقة غذائية  

ونحن في ثقافتنا نقدس علاقات "العيش والملح"

ونعتبر مثلاً أن فلاناً قَبِل الدعوة على الأكل عندنا: فهذا كرماً منه

أو أن علاناً رفض شرب الشاي عندنا فلأننا مش قد المقام.

وأظنننا نعبر بهذا عن شرطية التكافؤ في العلاقة كي تتحول إلى علاقة "عيش وملح"

 

أختار اليوم أن أراجع كيف أتغذى من خيرات الكون:

أشعة الشمس – مساحات الموسيقى – تبادل الكلمات – الأكل – التنفس

 

كيف أعيش علاقة التبادل اليومي مع الأشخاص والأشياء والخلائق:

ماذا يقول جسدي عن هذا؟ علاقتي بالطعام؟ أو بالجنس؟ أو بالطبيعة؟

ماذا تقول حواسي؟

ما هي الروابط التي تغذيني؟ مما أتغذى؟

في المفاهيم الحديثة: نتكلم عن مفهوم الاستدامة     في الزراعة أو التجارة  مثلاً، وهو مفهوم يراد به استخدام مصادر الحياة دون استنزافها.

 

أراجع يومي – أو أسبوعي أو عامي – كيف أطعمني الله غذاءً جسدياً مادياً

رمم قلبي

وسند جسدي

ونظم نفسي ونبضي

أراجع هذا الغذاء من خلال حواسي الخمس

من خلال علاقاتي العابرة والمستمرة

من خلال مساحات معايشتي الثابتة والمستجدة

ما هي عناصر غذائي؟

أتعرف على هذا الغذاء وأعبر عن عرفاني به

إذ أن الله أهتم بي دون أن أدري

وغذاني من خلال روابط يومية، مرئية وغير مرئية

مثلما يتغذى الجنين في رحم أمه.

في كون مخلوق على صورة الله صورة الشركة والتبادل.

 

ثم أسأل نفسي كيف حافظت على مصادر الغذاء التي أشبعتني؟

وأطلب المغفرة من أجل كل الأمراض التي تصيب هذه الروابط  بالاستنزاف

مثلها مثل أمراض التغذية: بوليميا – انوريكسيا – توتر – لا مبالاة – تخمة – استهلاك – عدم توازن...

وأطلب من الله نعمة أن يجددني في علاقتي بالكون

ويعطيني نعمة الاحترام والعرفان والاستدامة

يمكنني أن أختار نقطة بعينها تكون محل انتباهي في الفترة القادمة