خبرة تحضير مؤتمر ناجح

خبرة تحضير مؤتمر ناجح ؟؟!!!

بقلم رامز غزال – مجموعة حبّات الخردل - القاهرة

طلب مجلس الرفاق مني ومن شخص آخر في مجموعتي الاشتراك في تحضير مؤتمر الرفاق لعام 2012 في منصبي مسؤول تنفيذي ومسؤول عام عن المؤتمر.

وجاءت الموافقة جماعية من كل من أسامة سمير، ريمون رؤوف وأنا بناءً على قرار أخذ في اجتماع لمجموعتنا برفاق الكرمة كنا قد اكتشفنا فيه أننا في مرحلة ركود في مجموعتنا لسببين: السبب الأول هو فتور أو انقطاع حياتنا الروحية والسبب الآخر هوأنفسنا وقولبة بعضنا لبعض (وضع كل منا نفسه والآخر في إطار أو قالب) وذلك بسبب معرفتنا الطويلة بعضنا ببعض وانقطاع الرغبة في تطوير أنفسنا واكتشاف جوانب مختلفة لكل منا في ذاته.

لذلك أخذنا قراراً في مجموعتنا أن نوافق على طلب المجلس منا لتحضير المؤتمر بشرط أن يأخذ كل منا دوراً في التحضير مخالف للدور الذي قد يمنحه أوتوماتيكياً من المجموعة أو من المجلس بسبب القالب الذي وضع فيه (مثلاً كان سوف يطلب من شخص معين أن يكون مسؤول المؤتمر لأنه في قالب القيادي، فقررنا أن يأخذ هذا الدور الشخص الذي لم يكن سوف يطلب منه هذا الدور).

وكانت الموافقة أيضاً فرصة للتقرب إلى الله وإعادة إحياء لحياتنا الروحية.

بذلك كانت مجموعة العمل في تحضير المؤتمر تتكون من: أميرة سمير وسليم عادل (سنة ونصف) وباربارة رفيق وريمون رؤوف ورأفت عبد المسيح وأسامة سمير. على أن يكون مسؤول المؤتمر هو الشخص الذي لم يطلب منه ذلك. والمسؤول التنفيذي هو الشخص الآخر الذي طُلب منه أن يكون مسؤول المؤتمر.

كانت اجتماعات التحضير تتم في مدرسة العائلة المقدسة في جو عائلي يساعد عليه تواجد سيمو ذي العام والنصف وتواجد مقرمشات ومياه للآتين للتحضير بعد يوم عمل طويل ...

كنا نبدأ التحضير في معظم الأوقات بصلاة وكنت أشعر كل مرة بحضور الله في التحضير عن طريق الجو المليء بالحياة والسعادة العميقة في التكامل للوصول إلى فكرة لتحضير كل جزء من أجزاء المؤتمر. كنت أشعر بأن الفكرة تبدأ من شخص لكنها تتطور وتنضج وتختمر من مجموعة العمل بالكامل من خلال إضافة كل شخص كلمة أو جزءاً على الفكرة، كنت أشعر بتواجد الرب الذي يُنضج الفكرة ويُطورها ويضع بصمته على كل فكرة بحيث كنت أشعر بالانبساط الروحي في آخر كل اجتماع. كانت روح التغيير والتطوير والخدمة هي المهيمنة على مجموعة التحضير.

عدد الاجتماعات كان قليلاً جداً بسبب انشغال المحضّرين وعدم وجود مواعيد تناسب الجميع للاجتماع. تسبب ذلك في ضعف متابعات تحضير الفقرات المختلفة والاكتفاء بأن كل شخص يعرف ما عليه والافتراض أنه يقوم به.

وكانت هناك مفاجآت تظهر كلما اقترب موعد المؤتمر وفي المؤتمر نفسه، لكنها كانت تحل بطريقة سريعة جداً وغير منطقية وغير متوقعة: مثل طباعة شعار المؤتمر على أقلام عن طريق هاني نجاتي الذي يعيش في كندا بين ليلة وضحاها، ومثل اخراج كتيب المؤتمر بين ليلة وضحاها من نيرمين رضا وتقطيعه وتجميعه وتصويره أثناء المؤتمر تحديداً في اليوم الثاني للمؤتمر، وتحضير أجزاء من المؤتمر كان من المفترض تحضيرها من أشخاص لم يستطيعوا الحضور من قِبَل متطوعين أو متدبسين من الحاضرين مثل صلاة الصباح من الأب يان اليسوعي أو مراجعة حياة من ريما أرار من رفاق سوريا أو تحضير ترانيم القداس من نصيف خزام أو تحضير شهادات حياة من شيرين أسمر ونيرمين حكيم من الإسكندرية.

في المؤتمر نفسه كانت هناك مفاجأة قلة عدد الحضور والتي كانت جانباً إيجابياً وسلبياً في الوقت ذاته في التقييم: كانت إيجابية لأنها أضافت جواً عائلياً للمؤتمر حيث يعرف كل منا الجميع ويجد فرصة للتواصل مع أغلبية الآخرين، تواجد أطفال أضاف إلى عائلية الجو. كما شعر الجميع بمسيرة روحية سرناها في المؤتمر، ويعود ذلك إلى فترات التمييز الجماعي التي كنا نعيشها في مجموعات المشاركة لتساعدنا على تعميق مشاركاتنا والوصول إلى خلاصة المشاركة في جو من الصلاة والتمييز وحضور الله معنا في التمييز للوصول إلى توصيات لجسم الرفاق ليساعدنا على الدخول إلى العمق (وهو شعار المؤتمر) في أبعاد الرفاق الثلاثة، والتي أضاف الأب فاضل سيداروس اليسوعي وأيمن جورج إلى تحضير المؤتمر البعد الثالث الذي كان سوف يُهمل بسبب إرادتنا التركيز على البعدين الذين شعرنا أنهما أهم لعدم التشتيت (كان هذا أيضاً أحد تدخلات الله).

وأخيراً كما أن قبول التحضير واجتماعات التحضير وحضور المؤتمر كان سببها والعامل المؤثر فيها هو الرغبة في التقرب الى الله، كعادته، لم يتركنا نعود فارغين لكن شخصياً أعطاني كيلاً مملؤاً مهزوزاً مكدساً من جرعة روحية ورغبة في التمسك به وتكملة المسيرة معه ...

أشكر الرب جداً وأشكر كل من استخدمه الرب ...