خمسة أفكار للتجاوب مع رفض المصالحة

بقلم مارينا ماكوي

أعلن البابا فرنسيس هذا العام عام يوبيل الرحمة، وهو زمن لتصل الرحمة للآخرين من خلال أعمال المغفرة والعناية بالفقراء ولأولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها. ونحن نعلم أيضاً اننا كخطاة في حاجة إلى الرحمة. تعريفي المفضل عن الرحمة هو مقتبس من زميلي جيم كينان اليسوعي، وهو يقول إن الرحمة هي الاستعداد للدخول في فوضى شخص آخر. في سنة الرحمة هذه، نحن مدعوون إلى العمل من أجل المصالحة في عائلاتنا وصداقاتنا وجماعاتنا.

ماذا نفعل عندما يرفض الشخص الآخر المصالحة على الرغم من محاولاتنا؟ فعلى الرغم من أن هذا الوضع ليس مثالياً، ولكنه لا يزال يمنح فرصة لمزيد من النمو ومزيد من الحب. وفي ما يلي بعض الأفكار.

1. دع الأمر يعبر وسلمه إلى الله

لا يمكننا أبداً التحكم في تصرفات الشخص الآخر. جزء من المصالحة الحقيقية هو الاعتراف بكرامة الشخص الآخر وحريته في التجاوب أو عدم التجاوب لما يراه الأنسب له.

2. قبول غفران الله

بقدر ما يبدو مريحاً أن نسمع عبارات المغفرة بطريقة مباشرة من الشخص الذي أسأنا إليه، إلا أن الله ينتظر دائماً لتوسيع نطاق المغفرة والمحبة. إن ممارسة سر المصالحة بإمكانه أن يساعد على إعادة السلام في نفوسنا. إن حب الله غير مشروط حتى عندما يكون حب البشر مشروط.

3. دع الأرض ترتاح

من بين الممارسات المرتبطة بسنة اليوبيل في الكتاب المقدس هي السماح للأرض أن تستريح، أي لا تُزرع حتى تتمكن من الحصول على بعض الراحة ويتحسن إنتاجها في سنوات تالية. ولعل كل من هو طرف في علاقة تالفة يحتاج إلى بعض من الوقت للمعالجة والشفاء. لا يمكن استعجال المصالحة الحقيقية وقد تستغرق وقتاً طويلاً جداً. في الصلاة، يتمكن الله من مساعدتنا على رؤية ما نحتاج أن نرى، وأن نشفى حيث نحتاج الشفاء.

4. اغفر لنفسك

نسعى أحياناً لنيل المغفرة من شخص آخر لأننا لا نستطيع أن نغفر لذواتنا. إني أقوم بزيارة السجن بانتظام، وبينما أجد من السهل نسبياً أن نؤمن بأن الله يغفر للآخرين حتى على أخطر الجرائم، إلا أن مسامحة الذات هي أصعب من ذلك بكثير. فقط عندما نستطيع أن نحب أنفسنا رغم أخطائنا وفشلنا، نستطيع أن نحب الطريقة التي يحبنا بها الله، كما نحن على حالتنا البشرية. نحن منكسرون وخطأة، ولكن في انكسارنا جمال. فالخطيئة لا تجعلنا غير جادرين بالحب.

5. كن كأب الابن الضال

عندما نفكر في الرحمة، فمن السهل أن نضع ذواتنا في مكان الابن أو الابنة الضالة، التي تتلقى الرحمة. ولكن في كتابه، عودة الابن الضال، يقول هنري نويين إننا مدعوون إلى أن نصبح في نهاية المطاف على مثال هذا الأب. جزء من النضج المسيحي هو أن نصبح أباء رحماء وليس فقط أبناء في حاجة إلى الرحمة. لسنا مدعوون فقط لنيل الرحمة، بل أيضاً لنحملها للآخرين. من يحتاج إلى غفراننا؟ من له احتياج للرحمة؟ لربما ونحن نمد وصول الرحمة إلى الآخرين، تكون هذه هي الطريقة التي نجد بها المحبة والرحمة التي نتوق إليها.

فكر أيضاً، كيف تستطيع أن تعمل من أجل المصالحة في عائلتك وبين أصدقائك وفي جماعاتك؟