فاتيما 2008

تاريخنا المليء بالنِّعَم، 2003 ـ  2008   

قصصُنا هي قصص مليئة بالأحزان وبالأفراح، بالانقباض وبالرّجاء، بالاستقرار وبالنّموّ، بالفشل وبالنّجاح. مع أنّه ليس دائمًا سهلاً أن نتعرّف على عمل الله في عالمنا المكسور، من خلال الرّموز، إن لم يكن من خلال الكلمات، فإنّنا نؤكّد أنّ قصصنا هي جزء من القصّة الكبيرة، قصّة حُبّ المسيح الخلاصيّ. ما من شيء يُبرهن بشكل حَيّ عن الرّجاء الذي عاشته جماعة الحياة المسيحيّة يومًا بعد يوم، أكثر من انضمام الجماعات الوطنيّة في كوبا وهنغاريا ورواندا إلى الجماعة العالميّة، هنا في فاتيما.

وهكذا، فإنّ قصصنا تطرح علينا تساؤلات وتُلهمنا وتُعَزّينا وتُعَلّمنا. وفوق كلّ شيء، فهي تؤكّد  أنّنا رفاق، تلاميذ، رسل وحجّاج ـ شعب واحد، مدعوّ من أُمَم كثيرة، نتكلّم لغة الحبّ، نعيش نمط الحياة ذاته، مرسَلين لرسالة مشتركة، حاملين في قلوبنا هبات الله المعطاة بغزارة. مع مريم، تعظّم نفوسنا الرّبّ وتبتهج روحنا بالله مخلّصنا... لأنّ القدير صنع لنا عظائم ... (لوقا 1، 46ـ49 ).

 

العَيش بشكل أعمق والعمل بفعاليّة أكبر كجسد رسوليّ: نِعَم فاتيما 2008

ظهرت خمس علامات رجاء وتحدٍّ من بين النِّعَم العديدة التي نلناها في فاتيما:

  • الأمانة لتوجّهات نَيروبي.
  • الوحدة في الاختلاف.
  • الدّعوة للعيش كجماعة نَبَويّة من العلمانيّين.
  • تَشَبُّه أوثق بالمسيح في رسالته التي هي تبشير الفقراء.
  • توسيع وتعميق شبكات التّعاون.

 

الأمانة لتوجّهات نَيروبي: إنّ تاريخنا المليء بالنِّعَم يثبّت الجماعة العالميّة في أمانتها لتوجّهات نَيروبي. على كلّ مستوى، جهودنا موجّهة بوضوح نحو هدف واحد وهو أن نعيش بشكل أعمق وأن نعمل بفعاليّة أكبر كجسد رسوليّ، لأنّ "حياتنا رسوليّة أساسًا" (م ع 8).  ويظهرذلك في التّركيز أكثر فأكثر على الرّياضات الروحيّة التي هي "مرجَعُ روحانيّتِنا الخاصّ وأداتُها المُمَيَّزَة" (م ع 5)؛ وفي الجهود المبذولة لتحسين التّنشئة الفعّالة؛ وفي الأهمّيّة الجديدة المعطاة للقيادة في الرّسالة؛ وفي أمثلة واضحة حول التّعاون داخل الجماعات وخارجها. بنوع خاصّ، على الصّعيد العالميّ، إنّ وجود جماعة الحياة المسيحيّة متناغم وذو مصداقيّة داخل الكنيسة وفي الأمم المتّحدة. وإنّ التّعاون بين جماعة الحياة المسيحيّة والرّهبنة اليسوعيّة يكبر بشكل مقبول. ولدينا خبرة كبيرة في عيش ديناميكيّة التّمييز ـ الإرسال ـ المساندة ـ التّقييم، ولو أنّ الجمعيّة ترى أنّه لا يزال علينا أن نعمل الكثير من أجل النّموّ في هذا المجال، وأنّه على التّنشئة أن تعطيها أهمّيّة أكبر. 

 

الوحدة في الاختلاف: تُظهِر الجمعيّة بشكل حَيّ الوحدة والاختلاف معًا في جماعة الحياة المسيحيّة العالميّة. ولدينا وَعيٌ  كبير أنّ هذه إحدى ميزاتنا، وهي مصدر خَلق، ويمكنها أن تكون وسيلة فعّالة في الرّسالة. فبسبب هذه الوحدة في الاختلاف، "مجال الرّسالة لا حَدَّ له" (م ع 8). 

تعترف الجمعيّة أنّه ليس من السّهل دائمًا التّوفيق بين الوحدة والاختلاف. فبقدر ما تكبر رسالتنا المشتركة ويصبح واقعنا أكثر تعقيدًا، يبقى وحده الفهم الأعمق لِما يُمَيّزنا هو ما يساعدنا على تخطّي الاختلافات في ما بيننا. وهكذا، عندما نعيش موهبتنا بشكل أعمق، يصبح عملنا فعًالاً أكثر كجسد رسوليّ. فقد بدا لنا أنّ الانتماء الصّريح إلى جماعة الحياة المسيحيّة، حسب ما يفترضه الإلتزام في جماعة الحياة المسيحيّة (م ع 7)، هو أمرٌ هامٌّ في المرحلة الحاليّة من نموّ الجماعة العالميّة.

تعترف الجماعة بأنّ الثقافة الفرديّة والمحيط الاجتماعيّ والتاريحيّ لبعض الجماعات، يمكنها أن تشكّل صعوبات في الالتزام في جماعة الحياة المسيحيّة. ومع ذلك، فإنّنا نؤمن أنّ قوّة الجسد الرّسوليّ متعلّقة بعمق الالتزام بنمط حياتنا، حسب المبدأ العامّ رقم 12. هذا الأمر يجعل الجمعيّة تدعو إلى مراجعة معنى الالتزام في جماعة الحياة المسيحيّة وأهمّيّته، مؤقّتًا كان أو دائمًا. وبالنتيجة، "مثل ربّ البيت الذي يُخرج من كنزه كلّ جديد وقديم" (متى 13، 52)، فإنّ الجمعيّة تدعو الجماعة العالميّة إلى إعادة اكتشاف الالتزام كدعوة إلى مسيرة روحيّة شخصيّة وكدعوة مُمَيَّزَة ومُعاشة في الجسد الرّسوليّ ومن خلاله.

تعترف الجمعيّة أيضًا بالصّعوبات النّاجمة عن التّعبيرعن رجائنا وعن خبرتنا في "الالتزام" في "جسد رسوليّ" ، بِلغات وثقافات مختلفة: وبالتّالي، تدعو الجمعيّةُ الجماعةَ العالميّة إلى مواصلة الحوار والتّفكير حول الكلمات والأشكال المستعملة في طرح هذه المواضيع. 

 

الدّعوة إلى العيش كجماعة نَبَويّة من العلمانيّين: "إنّ رسالتنا، حسب التّقليد الكتابيّ والكنيسيّ، يجب أن تكون رسالة نَبَويّة، مُتَمَّمَة باسم الله وتحت إدارته. فلنسأل نفسنا بجدّيّة: هل يمكننا أن نكون حقيقةً نَبَوِيّين؟" فنرى بِعَينَي الله؛ ونُصغي بأُذُنَي الله؛ ونشعر بقلب الله؛ ونلفظ كلمة الله، "كلمة تعزية للّذين يتألّمون... وكلمة توجيه ومساندة للّذين يمكنهم أن يعملوا شيئًا أمام الألم" (محاضرة أمام الجمعيّة للأب أ. نيكولاس، المساعد الكنسيّ العالميّ).  لقد حصلنا على هذا التّحدّي كنِعمة خاصّة بفاتيما 2008، ووجدنا إلهامًا وتعزية في هذه الكلمات: "هذا هو وقت الجماعات النبويّة ... وأشعر أنّكم سائرون بثبات في هذا الاتّجاه." 

وقد أجابت الجمعيّة على هذا الأمر بسؤال آخَر: أين يدفع روحُ الله جماعةَ الحياة المسيحيّة العالميّة لتكون نَبَوِيَّة؟ 

لقد أعادت الجمعيّة التّأكيد على ثلاث أمنيات مهمّة ظهرت للمرّة الأولى في "إيتايسي": "التّركيز على تنشيط الحياة العائليّة كوحدة أساسيّة في بناء ملكوت الله؛ مرافقة الشّبيبة على الطّريق نحو حياة مليئة بالمعاني؛ إدخال النّشاطات المهنيّة وغيرها إلى إيماننا المسيحيّ" (توصيات إيتايسي الأخيرة). في فاتيما، لاحظت الجمعيّة الأهمّيّة الكبيرة لـ "عائلة جماعة الحياة المسيحيّة" ـ أي العيش معًا نمط حياة جماعة الحياة المسيحيّة كخَلِيَّة عائليّة ـ كتعبير عن "حاجتنا الملحّة إلى توحيد حياتنا الإنسانيّة في جميع أبعادها مع إيماننا المسيحيّ في ملئه، حسب ما يميّزنا" (م ع 4). وقد استمعت الجمعيّة إلى نداءات أخرى في سبيل شهادة نَبَويّة، في ميادين أخرى مثل كرامة الخَلق والبيئة؛ ورؤية بخصوص المرأة في المجتمع وفي الكنيسة، مع مريم، أمّ الله، مثالنا؛ والحوار المسكونيّ وما بين الأديان. 

 

تشبّه أوثق بالمسيح في رسالته في حمل البشرى الّسارّة "للمهمّشين" أو "للغرباء". لمّا شفى يسوع إبنة المرأة الكنعانيّة (متى 15، 21 ـ 28)، "افتُتِحَت مرحلة مسيحيّة جديدة، حيث يستطيع الجميع أن ينظروا إلى بعضهم البعض ويعاملوا بعضهم البعض كالإخوة والأخوات" (من عظة الأب أدولفو نيكولاس). بينما كانت الجمعيّة تتقدّم، كان النداء للتّشبّه بالمسيح في رسالتنا يرتفع ليصبح أكثر وضوحًا: حمل البشارة المفرحة للذين هم "مهمّشون" أو "غرباء". نشعر بالحاجة الملحّة لحمل خبرة الرّياضات الرّوحيّة للمهمّشين الذين لديهم سُلطَة أقلّ من غيرهم في مجتمعاتنا، وندعوهم للانضمام إلى جماعاتنا، ضابطين بشكل خلاّق برامج التنشئة لدينا ونمط حياتنا حسب واقعهم، إذا لزم الأمر.

 

توسيع وتعميق شبكات التّعاون: أخيرًا، عندما نفكّر في خبرة الجماعة العالميّة في مجال التّعاون مع مقامات كنسيّة أخرى داخل الأمم المتّحدة وغيرها، وخاصّةً مع الرّهبنة اليسوعيّة، ترى الجمعيّة حاجةً ملحّة إلى توسيع وتعميق شبكات التّمييز والعمل على حَدِّ سواء، على الصّعيد العالميّ والمناطقيّ والوطنيّ والمحلّيّ.

 

كانت الجمعيّة في نَيروبي قد دعت إلى تعاون أكبر مع الرّهبنة اليسوعيّة، وإلى توضيح أكبر للأدوار في علاقاتنا. وإنّ الجمعيّة في فاتيما تعترف بشكر بهذا التّعاون، ونرغب في أن يواصل نموّه، ليس فقط بشكل خاصّ بين اليسوعيّين وأعضاء جماعة الحياة المسيحيّة، إنّما أيضًا بين جماعة الحياة المسيحيّة كجسد رسوليّ، والرّهبنة  اليسوعيّة كجسد رسوليّ. هناك ثلاث وثائق مهمّة تضع الخطوط العريضة لعلاقاتنا، وتعطي توجّهًا لتطوّرها: "التّعاون بين جماعة الحياة المسيحيّة والرّهبنة اليسوعيّة" (ملحق وثيقة نَيروبي النهائيّة)؛ "العلاقات بين جماعة الحياة المسيحيّة والرّهبنة اليسوعيّة في الكنيسة"؛ و "دَور المساعد الكنسيّ". نطلب من جماعاتنا أن تطّلع على هذه الوثائق وتعتاد عليها. كما نشجّع إخوتنا اليسوعيّين، ربّما من خلال المساعدين الكنسيّين، على معرفة هذه الوثائق بشكل جيّد لكي يَحمل تعاونُنا ثمارًا أكثر. 

 

بَلوَرَة المعرفة وتوجيه عملنا: توصيات الجمعيّة

 ردًّا على النِّعَم المذكورة أعلاه، استخلصت الجمعيّة تسعة مواضيع، يمكننا أن نؤسّس عليها فهمنا لعلامات الأزمنة، ونوجّه أعمالنا الرّسوليّة، وهي: 

  • طبيعة "الجسد الرّسوليّ" خاصّتنا والطريقة التي يعمل من خلالها.
  • الانتماء إلى الجماعة، ونموّها بالعدد وبالاختلاف.
  • الالتزام في نمط عيش جماعة الحياة المسيحيّة.
  • التّنشئة، وهي مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بٍـ ...
  • ...عَرض الرّياضات الروحيّة بشكل أوسع.
  • القيادة.
  • العمل بواسطة شبكات للمبادرات الرسوليّة، وهو مرتبط ارتباطًا وثيقًا بـ ...
  • ... التّعاون بين الرّهبنة اليسوعيّة وجماعة الحياة المسيحيّة والكنيسة.
  • المسؤوليّة الماليّة المشترَكة.

طبيعة "الجسد الرّسوليّ" والطريقة التي يعمل من خلالها: في الوقت الذي تؤكّد فيه العلامات أنّ جماعة الحياة المسيحيّة هي في طريقها لتصبح جسدًا رسوليًّا، ظهرت أيضًا خلال الجمعيّة أسئلة عديدة نابعة من اختلافنا. لذلك، ليس من السّهل (بَعد) إعطاء تفسير واضح لماهيّة "جسد رسوليّ من العلمانيّين"، فهذه هي طريق جديدة في الكنيسة. وقد ظهرت أسئلة أيضًا حول العلاقة بين الرّسالة المشتركة  والتزامات الأعضاء التي تمّ التّمييز حولها فرديًّا. علينا أن نكون صبورين في هذه المسيرة، ونعتبر هذه الأسئلة كتحدٍّ. تعترف الجمعيّة بأنّ ديناميكيّة التمييز ـ الإرسال ـ المساندة ـ التقييم ـ، الممارَسَة على جميع المستويات ـ المحلّيّ والوطنيّ والمناطقيّ ـ، هي الوسيلة لبناء الجسد الرّسوليّ.

 فعلى ضوء واقعنا، توصي الجمعيّة بأن:

  • تُدخِل الجماعات الوطنيّة ديناميكيّة "التمييز ـ الإرسال ـ المساندة ـ التقييم" إلى برامج التنشئة.
  • أن يجري تبادل معلومات وأدوات تنشئة وخبرات شخصيّة، على جميع المستويات، لكي يتمكّن جميع الأعضاء من رؤية ولادة جسدنا الرّسوليّ .

 الانتماء: من الواضح أنّ الانتماء أمر ضروريّ، ليس فقط لرغبتنا في أن نكون جسدًا رسوليًّا حقيقيًّا، إنّما أيضًا من   أجلبقاء جماعة الحياة المسيحيّة حيّة ونشيطة. مع أنّ الانتماء يجب أن نميّزه دائمًا كدعوة شخصيّة (م ع 10)، فإنّنا نشعر بأنّنا مدعوّون إلى اقتراح جماعة الحياة المسيحيّة كنمط حياة لأشخاص من جميع الطّبقات الاجتماعيّة والأحوال المادّيّة، وفي جميع مراحل الحياة. علينا أن نبحث بنوع خاصّ عن المنبوذين من الجماعات أو من الحياة الكنسيّة.

توصي الجمعيّة الجماعات، على جميع المستويات:

بأن تُحَسِّن "رؤية" جماعة الحياة المسيحيّة من خلال اتّخاذ مواقف نَبَويَّة لصالح العدالة والفقراء.

بأن تعطي قيمة لجماعة الحياة المسيحيّة كجماعة علمانيّين يشاركون في رسالة الكنيسة من خلال انخراطهم في العالم (الرّسالة).

بأن تعمل على نشر خبرة الرّياضات الرّوحيّة بين العلمانيّين وتدعوهم لمواصلة هذه الخبرة في جماعة الحياة المسيحيّة.

أن تبحث بشكل خلاّق عن أعضاء جدد في إطارات جديدة مختلفة عن الإطارات التّقليديّة، وتشرح ما يميّزنا بتعابير سهلة الفهم.

أن تعمل على إحياء جماعة الحياة المسيحيّة ومساندتها في العائلات التي ترغب في عيش نمط حياة جماعة الحياة المسيحيّة كَخَلِيّة عائليّة.

الالتزام في نمط حياة جماعة الحياة المسيحيّة: كما ذُكِرَ سابقًا، إنّ الشعور بأنّ قوّة الجسد تعتمد على عمق الالتزام بنمط الحياة خاصّتنا، قد جعل الجمعيّة تدعو إلى إلقاء نظرة جديدة على معنى الالتزام وأهمّيّته، المؤقّت والدائم، في جماعة الحياة المسيحيّة.

توصي الجمعيّة إذن:

  •  بأن تقيّم الجماعات الوطنيّة مقاربتها الحاليّة للإلتزام في جماعة الحياة المسيحيّة.
  • بأن يُسَهِّل المجلس التّنفيذيّ العالميّ الوصول إلى الوثائق اللاّزمة لتقييم الممارسات الوطنيّة   الحاليّة وأن يُحَرِّك مفاهيم الدّعوة والجسد الرّسوليّ والالتزام، بادئًا منذ الآن بجمع الموادّ الموجودة.

التّنشئة: علينا أن ننتبه إلى تكييف التّنشئة مع مختلف مراحل الحياة، ومع البيئات الاجتماعيّة والثقافيّة المختلفة، ومع العائلات والأعضاء الشّباب. ويجب تكييف التنشئة مع الواقع الذي يتبدّل داخل جماعة الحياة المسيحيّة وخارجها.

توصي الجمعيّة:

  • بأن يُنشر بأسرع وقت الكُتيّب المراجَع :"خطوط توجيهيّة للتّنشئة: طريقة نموّ جماعة الحياة المسيحيّة".
  • أن يتمّ التّركيز على التّنشئة المُوجَّهة صوب الرّسالة والمسؤوليّة الماليّة المشتركة، وأن يتمّ بشكل خاصّ تعميق استعمال طريقة "التمييز ـ الإرسال ـ المساندة ـ التّقييم"، في تمييزاتنا كلّها.
  • أن تكون جميع وسائل التنشئة وجميع الكفاءات في متناوَل الجماعات الوطنيّة كلّها، وذلك مثلاً، من خلال إنشاء مركز يسهّل المشاركة وإعادة التّوزيع.

خبرة الرّياضات الرّوحيّة: تشكّل الرّياضات الرّوحيّة والمبادىء العامّة معًا، ركيزةً أساسيّة من ركائز ميزتنا الثّلاث كجماعة حياة مسيحيّة، (إلى جانب الرسالة والجماعة). وإنّنا نَعي أنّ وجود العديد من الوقائع الاجتماعيّة والثقافيّة المختلفة يدعو إلى تقديم خبرة الرياضات هذه لعدد أكبر من الناس بطريقة خلاّقة وخفيفة.   

توصي الجمعيّة إذن:

  • بتشجيع إبداع من هذا النّوع.
  • بإعلام الأشخاص الذين يعملون خبرة الرّياضات بأنّها مرجَعُ روحانيّتِنا الخاصّ وأداتُها المُمَيَّزَة وعنصرًا أساسيًّا من نمط حياتنا.
  • بأن يُصار إلى تنشئة مرافقين (خاصّةً مرافقين علمانيّين) وأن يُسانَد المرافقون، وذلك بالتّعاون مع الرّهبنة اليسوعيّة.

القيادة: تتمنّى جماعة الحياة المسيحيّة أن يكون لديها مسؤولون يخدمون جماعاتهم، على مثال يسوع المسيح، وأن يكونوا قادرين على تسهيل طريقة "التمييز ـ الإرسال ـ المساندة ـ التقييم". والجمعيّة واعية وشاكرة لمثال القيادة الخاصّ بجماعة الحياة المسيحيّة ولكمّيّة ولِنوعيّة منابع التنشئة، ولما قدّمه الكثير من أعضاء الجماعة في سبيل القيادة. كما أنّها واعية للتحدّيات التي تواجهها في تسهيل انتشار القيادة وفي تشجيع الأشخاص المناسبين على التقدّم نحو أدوار في المسؤوليّة، وفي مساندتهم.

لذلك توصي الجمعيّة:

  • بأن تواصل الجماعة العالميّة توضيح نوعيّة القيادة في جماعة الحياة المسيحيّة ومميّزات مختلف أنواع المسؤوليّات فيها.
  • أن يجعل المجلس التنفيذيّ العالميّ الوصول سهلاً إلى مواضيع دورة التنشئة العالميّة عن القيادة، التي جرت في روما، لكي تتمكّن الجماعات الوطنيّة من استعمالها.
  • أن تختار الجماعة العالميّة أشخاصًا لديهم المواصفات اللآّزمة للقيادة ليكونوا متفرّغين لتسهيل نشرها حيث تدعو الحاجة.

العمل ضمن شبكة من أجل العمل الرّسوليّ و توسيع التّعاون: لقد استمعت الجمعيّة بانتباه إلى النّداء من أجل تعاون أكبر بين الجماعات الوطنيّة، ومن أجل الإجابة بفعاليّة أكبر على علامات الأزمنة. وقد برهنت خبرة فِرَق العمل في الأمم المتّحدة، وخبرات أخرى من شبكات للعمل الرّسوليّ عن مقدار فعاليّة العمل الجماعيّ في سبيل نشر العدالة والكرامة الإنسانيّة. ونستخلص من ذلك دروسًا مهمّة للمشاريع العالميّة والمناطقيّة والمحلّيّة.

لذلك توصي الجمعيّة:

  • أن يُعَيَّن " منسّق عالميّ للمبادرات الرّسوليّة ولنشرها"، لتسهيل الأعمال المشتركة والعمل في شبكة. يمكن لأحد أعضاء المجلس التنفيذيّ العالميّ أن يقوم بهذا الدَّور.
  • أن تشارك كلّ جماعة وطنيّة فعليًّا، حسب الإمكانيّات، في المسائل العالميّة مع فريق عمل جماعة الحياة المسيحيّة في الأمم المتّحدة.
  • أن تعتبر الجماعات الوطنيّة التّوأمة كوسيلة فعّالة لتسهيل التعاون بين الجماعات في العالم.

 

القسم الثاني ( II ) من هذه الوثيقة يقترح إجراءات خاصّة لتنمية العلاقة بين الرّهبنة اليسوعيّة وجماعة الحياة المسيحيّة، فلا داعي لتكرارها هنا.

 

المسؤوليّة الماليّة المشتركة:

لقد استمعت الجمعيّة إلى التّقرير الصّريح الذي أعطاه المجلس التنفيذيّ العالميّ عن صعوباته المادّيّة وعن صعوبات بعض الجماعات الوطنيّة. وتعتبر أنّ "المسؤوليّة الماليّة المشتركة" هي تعبير أساسيّ عن انتمائنا إلى جماعة عالميّة واحدة، وهي وسيلة أساسيّة لنكون جسدًا رسوليًًّا. عندما نكون مسؤولين عن بعضنا البعض، نُظهِر طابعًا أساسيًّا للحياة ضمن جماعة. نشعر بحاجة إلى تنمية الطُّرُق الموجودة وتنمية طُرُق جديدة والقيام بمبادرات رسوليّة خاصّة في سبيل تمويل مصاريف العمل. ولكي يولد عند أعضاء جماعة الحياة المسيحيّة اهتمام بالمسؤوليّة الماليّة المشتركة، فإنّ الجمعيّة توصي المجلس التنفيذيّ العالميّ بأن يطلب إلى كلّ جماعة وطنيّة: 

  • أن تتحمّل أكثر مسؤوليّاتها، وذلك بِجَمع المعلومات الماليّة وبمشاركتها.
  • أن تضع خُطَطًا تمويليّة لمدّة خمس سنوات.
  • أن تخصّص رصيدًا رسوليًّا لمشاريعها.
  • أن تبحث عن الكفاءات المهنيّة حيث تدعو الحاجة.
  • أن تقترح طريقة لتخفيف العجز الماليّ لأمانة السرّ التّنفيذيّ العالميّ، ويكون هذا بمثابة مشروع خاص بالجماعة العالميّة.
  • أن تفكّر، على الصّعيد الوطنيّ، بتنمية الخطوط الموجِّهَة المتعلّقة بالمشاركات الماليّة لأعضاء الجماعات.

 

 الخاتمة

التّوجيهات والتّوصيات المكتوبة في هذه الوثيقة النّهائيّة لمؤتمر فاتيما، سوف يتبعها تقرير لاجتماعات الجمعيّة، يحتوي على تقرير كامل للمواضيع والاقتراحات والمشاريع التي قُدِّمَت أمام الجمعيّة.

عسى أن يستطيع جميع أعضاء الجماعة العالميّة "حفظ كلّ هذه الأمور في قلبهم" (لوقا 2، 51)، لكي يتمكّنوا من العيش بشكل أعمق، والعمل بفعاليّة أكبر كجسد رسوليّ، سائرين في التاريخ البشريّ مع المسيح الفقير والمتواضع، ومتشبّهين دائمًا برسالته أكثر فأكثر (م ع 8).