الحرية المسيحية

بقلم سمر شنوده

إنَّ المسيحَ قـد حَـرَّرَنـا تَحْـريـراً. فـاثـبـُـتــوا إِذاً ولا تَدَعوا أَحَدًا يَعودُ بِكُم إِلى نِيرِ العُبودِيَّة. الحرية والمحبة إِنَّكم، أَيُّها الإِخوَة، قد دُعيتُم إِلى الحُرِّيَّة، بِشَرطٍ واحِدٍ وهو أَن لا تَجعَلوا هذِه الحُرِّيَّةَ فُرصَةً لِلجَسَد، بل بِفَضلِ المَحَبَّةِ اخدِموا بَعضُكم بَعضاً، لأَنَّ تمامَ الشَّريعةِ كُلِّها في هذهِ الكَلِمةِ الواحِدة: « أَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ ». غلاطية 5

كيف أنمو في ممارسة الحرية؟

1- أضع نفسي في حضرة الله الذي يدعوني اليوم وكل يوم إلى أن أنمو في الحرية، أتذكر كم أنا محبوب وأتطلع إلى نظرة الله الآب نحوي، نظرة تعطيني الحياةوتحررني. - أطلب من الله نعمة إدراك مدى عمق الحرية التي يهبها لي وأن أتعلم كيف أنمو كل يوم في اختيار ما يزيدني فرحاً واتساقاً مع دعوته لي.

2. أراجع مراحل حياتي ومساحاتها: علاقات، وقت، مسؤوليات، حدود، صحة، موارد مالية أو غيرها من الموارد... أفكر كيف قادني الله – أنا كشخص، أو نحن كجماعة أو مجتمع أو إنسانية – في مشوار التحرر من المسلمات، والصور النمطية، والأحكام المسبقة كي أنمو في ممارسة حريتي...

أمام أبعاد حياتي السابقة (أو أمام بعضها)، أتذكر كيف كان بإمكاني أن أقوم باختيارات تساعدني على مزيد من الاتساق مع نفسي، تعبر عن مبادئي، تناسبني كشخص، تساعدني على أن أكون أكثر فرحاً، تضفي معنًى على حياتي... ما الذي سـاعـدني في تاريخي الشخصي على عيش مثل هذا الانفتاح: خبرات محيية أو مؤلمة؟ مسيرة معينة؟

آخذ الوقت لتسمية مساحات الحرية التي أشعر بأني مع الوقت – أنا كشخص، أو نحن كجماعة أو مجتمع أو إنسانية – أنمو وأتعمق من خلالها، وأعبّر عن امتناني لهذا.

3- أراجع مرة ثانية مراحل حياتي ومساحاتها: علاقات، وقت، مسؤوليات، أماكن، عادات، حدود، صحة، موارد مالية أو غيرها من الموارد... 

وأنظر هذه المرة إلى مساحات أشعر بأني سجين بداخلها، وأكاد أرفض الحرية أو أخشاها لي أو لأشخاص آخرين من حولي. ما هي المشاعر التي تسكنني تجاه ذلك؟ حزن، خوف، قلق، غضب من ظروف أو أشخاص أو من الله ذاته؟ ما الذي يعوقني عن ممارسة حريتي والقيام باختيارات تساعدني على عيش دعوتي واختبار الفرح؟

4- أختار حدثًا واحدًا من خلال هذه المراجعة، وأصلي انطلاقًا منه، أسأل روح الله أن يقودني إلى أن أفهم دعوة الله لي ولمجتمعي لمزيد من الحرية.

مع الزمن، ماذا أفهم عن نفسي في طريقة نموي في ممارسة الحرية؟ ماذا تقول لي الخبرات المتراكمة لي أو لمجتمعي؟ ما الذي أفهمه من خلال مشوار النمو والتراجع في ممارسة اختيارات تقودني إلى مزيد من الحياة والانطلاق؟

ما الذي يمكن أن أتطور فيه؟ ما هو الاتجاه الذي يمكن أن يساعدني؟

5. أتطلّع إلى الغد. أسأل الله أن يهبني النور والعزيمة لأواجه تحدّيات الغد.

أنهي بمناجاة مع يسوع كصديق حميم.