واحتي في وسط صحراء حياتي الروحية

واحتي في وسط صحراء حياتي الروحية

عدة أشهر قبل ميعاد مؤتمر الرفاق، انتابني شعور متزايد بعدم الراحة أوالرضا في داخلي. كنت وبدون إدراك أبحث عن شيء ما، عن إحساس عميق بالانتماء قد فقدته على مر السنين وأنا أعيش وأعمل خارج مصربعيداً عن دياري.

لاحظت عندما أمر على أي شيء له علاقة بالروحانية الإغناطية أشعر بسعادة في قلبي ونبضات قلبي ترفرف في بهجة وتحيي الشوق في أعماق كياني. بعد قليل بدأت أبحث في كتبي القديمة وكتاباتي ومذكراتي من أيام اجتماعاتي ومؤتمراتي السابقة مع الرفاق وأيضاً في أصدقائي المتبقين من الرفاق من زمن الشبيبة، عندما كنت بدأت خطوات الطفولة الأولى في الروحانية الإغناطية.

اكتشفت ثانية كيف الله يحدثنا في كل شيء، فكانت خطوة طبيعية أن أقبل دعوة صديقتي ورفيقتي الكريمة والتلقائية لحضوري يوم واحد فقط من مؤتمر رفاق الكرمة لأن يوم سفري كان بعدها بيوم. لم تكن صدفة أن الله كان يقودني برفق مرة أخرى إلى جذوري، إلى بيتي.

 

لا أعلم ماذا حدث ذلك اليوم. كان يوم ساحراً بالنسبة لي. كأني ثملت من كثرة الفرحة والبهجة والسعادة التي غمرت قلبي وكياني في لقائي مع الرفاق. مع العلم أن معظم من قابلتهم كانوا وجوهاً جديدة لكن شعرت كأني أعرفهم طوال عمري.

شعرت بشعور عميق بالراحة والسلام لمسني كل اليوم وظل معي بعدها. شعرت بترابط قوي ودافئ مع لقاء كل فرد من الرفاق، يذكرني بكلمة الأب هنري بولاد عندما يقول "الله هو التواصل ما بيني وبينك". كانت هذه المحبة البريئة والرفقة الصادقة التي روت وأنعشت ظمئي وقلبي الجاف.

وتقدم اليوم ومضيت في المسيرة مع رفاقي حيث تلاقينا بصور الله في الطبيعة وصور الله في البشر وما حولنا وتستمر في حديثنا عن كرم الله وحنانه. صور وجمال وروح لا أقدر أن أصفه ولو بألف كلمة. الله الخلاق، الله الفنان، الله النحات، الله الرفيق. قد غمرت بدفئه وحبه لي.

وتوج اليوم باحتفالنا بالإفخارستيا المقدسة. وهكذا نعرفه، في كسر الخبز يفيض علينا بنعمته فنتحد في جسده، جسد واحد في المسيح الذي يهب الحياة للجميع.

لم أجد أي أجوبة لأسئلتي الكثيرة المحيرة في هذا المؤتمر لكني قد غمرت بمحبة الله الفائقة الخلاقة من خلال الرفاق الذين قابلتهم وأحداث اليوم المتتالية. قد انتعشت في واحة الله التي تفيض بمياه الحياة ولو لوقت قصير في وسط حياتي الروحية الجافة في صحراء الغربة.

أشكرك يا إلهي لأنك تحننت وقدتني مرة أخرى إلى بيتي بعد زمن طويل وها إني أرنم مع المرنمين "ما أحلى أن نجتمع معاً".

مشاركة من سالي خزام