دعوة الله من خلال ضعفي

بقلم سمر شنوده

أطلب نعمة أن أفهم الدعوة التي يوجهها لي الله من خلال ضعفي.

نكاد بصعوبة نفهم كيف أن الله يدعونا للاشتراك معه في بناء ملكوت الله من خلال ما نستطيع عمله

من خلال وزناتنا ونقاط قوتنا، ونتعامل مع ضعفنا على أنه عائق أمام سماع دعوة الله لنا والاستجابة لها.

أختار أن أسمع اليوم صوت الله لي من خلال ما لا أستطيع عيشه.

أنظر اليوم إلي ضعفي،

قلة حيلتي، نقص مقوامتي،

إرهاق جسدي أو نفسي،

استنزاف طاقتي...

هل يمكن أن يخاطبني الله من خلال ذلك؟

أنظر إلى كائن في محيط حياتي قد يكون حيواناً أو نباتاً: وأتساءل: ماذا يحدث له إذا نقص ماء أو إنارة أو إذا تراكم عليه التراب أو إذا تُرك وحيداً مدة طويلة؟ كيف ينبهني وجوده في محيطي بأن شيئاً ما حيوي ينقص لهذا المكان كي يكون صالحاً للحياة؟ كيف يصبح احتياج هذا الكائن دعوة لي كي أنتبه إلى أن شيئاً ما في ظروفي المحيطة قد لا تكون مناسبة للحياة ؟

أتخيل الله المحب يريد أن يخلق عالماً يجد فيه الضعيف أماناً،

والمريض راحةً،

والمذلول كرامةً،

والفقير ملاذاً،

وذوو الاحتياجات الخاصة احتياجاتٍ خاصة،

والمتعبون راحةً،

والمتوترون سلاماً...

وأنظر إلى نفسي اليوم وسط هذا الجمع الغفير من المنهكين والمتعبين...

وأتساءل: كيف يكون عالمي أكثر قابلية لاستيعاب من يحملون نفس ضعفي؟

كيف تكون مساحة حياتي مُرحِّبة بشخصٍ ضعيف مثلي؟

ما هي التجهيزات الخاصة التي أحتاج إليها: مكان أتنفس فيه – إيقاع حياة مختلف – شيء يغذي طاقتي – ديكور يريح أعصابي – تواصل مع الطبيعة يساعدني على الاستمرار – هواية تعيد لي جزءاً من حيويتي – وقت مجاني – مهنة تلائم احتياجاتي الذهنية... أو أشياء أخرى لا أعلم بها إلا أنا.

أراجع مفهومي اليوم عن طاعة صوت الله:

كيف أطيع صوت الله من خلال التيار الرئيسي لحياتي والذي يساعدني على الاحتفاظ بحيويتي،

ويساعدني على خدمة الحياة والحفاظ عليها في صورها الهشة والمستضعفة التي تتجلى فيَّ؟

أفكر في نقطة أو اثنتين أحتاج أن أعمل عليهما لاحترام ضعفي وحدودي...

وأطلب من الله نعمة استخدام ضعفي وهشاشتي لبناء ملكوت الله الذي يستوعب المستضعفين.