إِنْ لَمْ تَتُوبُوا

إِنْ لَمْ تَتُوبُوا

بقلم أماني فوزي

كَلاَّ! أَقُولُ لَكُمْ: بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ    .      لوقا 13

وجاءوا إلى يسوع وقالوا له عن الأطفال التي اختلطت دماءهم في هذا الصباح بكتبهم وأوراقهم بعد أن دهس القطار حافلة المدرسة، وغطت صرخاتهم وحشرجات الموت على ضحكاتهم وقصصهم المسلية في الصباح، بينما سقط صاروخ آخر في غزة واستمرت المذابح في سوريا... الفوضى والظلم يعم العالم...

فنظر إليهم يسوع: أتظنون أن من في غزة خطاة أكثر من أهالي الأطفال الأبرياء في أسيوط؟ الحق الحق أقول لكم: إن لم تتوبوا، فجميعكم إذن تهلكون.

 

 

 

ما هذا الرد؟ ما دخلي أنا بتلك الكوارث التي تحيط بنا، فأنا بعيد، أشارك فقط بانفعلاتي على الفيس بوك أو تويتر، لا أفعل سوى أنأادلو بدلوي في ما يحدث حولي. وأنا أشعر بالفعل بالتعاطف مع كل من الحوادث التي تحدث حولي، مالي حتى توجه إلىّ هذه الكلمات: إن لم تتوبوا فجميعكم إذن تهلكون.

 

أحاول ان أفهم، أجلس في محاولة للاستماع لا التفكير فقط.

أمسك بقلمي وأكتب  في محاولة لأعرف عما يجب أن أتوب عنه... أصلي لأن يمنحني الله قلباً نقياً ومخلِصاً يفحص ذاته بجدية وانفتاح، أضع مسيحي أمامي والذي أرغب في أن أكون مثله لأفرح قلب الآب وأجد نفسي وقد كتبت ما يلي لأفسر "إن لم تتوبوا":

-           إن لم أحب محبة حقيقية بلا رياء، محبة من القلب، محبة يسوع للآخرين

-           إن لم أحب أعدائي بالفعل والحق لا بالقول فقط

-           إن لم أخلص في عملي وفي استخدام وقتي والدقائق التي تمر في حياتي من أجل ما جُبلت لأجله

-           إن لم أتواضع وأضع نفسي في مكانها الصحيح ولا أمنحها فوق ما تستحق

-           إن تمسكت بإيماني ورجائي في عمل الله  ووثقت في وعوده بأن التوبة توقف الكوارث

-           إن تمسكت بوعده بأنه: "بالإيمان نفهم أن العالمين اتقنت بكلمة الله حتى لم يتكون ما يُرى مما هو ظاهر" (عب 11).

 

فإذا تواضع شعبي الذي دُعي اسمي عليهم وصلوا وطلبوا وجهي، ورجعوا عن طرقهم الرديئة فإني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم وأُبرئ أرضهم

في حالة سدوم وعمورة لم ينتظر الله أن تتب المدينة كلها، بل عشرة فقط

الله يريد كل منا أن يعمل على فداء بلده، يريدنا أن نفدي شعبنا

نحب بالحق وبالفعل لا بالكلام وبالكتابة على حوائط الفيس بوك فقط

نحب بالفعل محبة من تنبأ عنه أشعياء قائلاً: هوذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سرت به نفسي، أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق. لا يخاصم و لا يصيح و لا يسمع أحد في الشوارع صوته.  قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ حتى يخرج الحق إلى النصرة، وعلى اسمه يكون رجاء الأمم (مت 12).