الروح يجددنا ويرسلنا

يمكننا أن نلحظ، ومنذ الآن، بضع علامات على هذا التجديد. يمكنني في هذا الإطار أن أعد مؤتمر الشباب الأخير الذي تم في المقطم، والذي كان في غاية الإيجابية وجمع بكل فرح شباب القاهرة والإسكندرية. وكذلك هي حال الرياضة الروحية الأخيرة في القوصية لعدد من أعضاء رفاق الكرمة والتي بثت قوى جديدة.

يكمن التحدي في ألا نرضى بعمل ما كنا نعمله دوماً، وإنما أن نجدد أنشطتنا لنجذب المزيد من الشباب. من الواضح أننا لسنا أمام مجموعتين: القدامى والشباب. إذ يكمن غنانا في تشكيل جماعة واحدة يساهم فيها الجميع معاً، القدامى بكل خبرتهم والشباب بكل حماسهم وإبداعهم.

 

"الروح يرسلنا"

هنا أيضاً نجد أنفسنا من جديد أمام قناعة وتحدي. الروح أعطانا بأن جعل منا رسلاً. ولكن ينبغي لنا استقبال هذه العطية و أن ندع أنفسنا تنقاد عبر هذا الروح الذي يدفعنا نحو الآخرين. إذ تتضمن رسالتنا أكثر من بعد.

هنالك بداية، الرسالة الشخصية لكل منا في الوسط الذي يعيش فيه : عائلته، عمله، إلخ...

كذلك، يوجد على الصعيد الشخصي تلك المهام المحددة التي يشعر كل منا أنه مدعو إلى تقديمها للكنيسة أو المجتمع، كزيارات المرضى أو العمل مع المعاقين على سبيل المثال.

أما البعد الثالث فهو الرسالة الجماعية التي نلتزم من خلالها كمجموعة بإنجاز رسالات محددة. فالرسالات في الصعيد والسودان التي يطالب مؤتمرنا الوطني باستمرارها، ما هي إلا مثال عن تلك الرسالات الجماعية التي ينبغي لنا القيام بها. يمكننا كذلك أن نستعرض عدداً من الأمثلة الأخرى، كمعرض بلدي، مجلة الرفاق، رسالة الصلاة، إلخ...

لقد أصر المؤتمر العالمي الأخير، الذي عقد في فاتيما، كثيراً على هذا البعد الثالث الأخير. إنه يدعونا إلى "أن نعيش كجسد رسولي واحد بشكل أكثر عمقاً، ونعمل بطريقة أكثر فاعلية". لذا فالسؤال المطروح علينا، هو كيف يمكننا وضع هذا النداء حيز التطبيق، "أن نكون جسداً رسولياً"؟ ما هو دورنا كرفاق الكرمة في الكنيسة والمجتمع المصريين؟

هذان تحديان كبيران. لنعمل معاً على تجاوزهما.

لندع أنفسنا نقاد بالروح الذي يدفعنا لنجدد ونعمق رسالتنا.

بقلم الأب يان برونسفيلد اليسوعي