حوالي 450 قبيلة منها قبائل ذات أصول عربية وأخرى ذات أصول أفريقية.
ومع أن في السودان موارد طبيعية كثيرة من أنهار وأمطار وأراضٍ زراعية وبترول... إلا أنها موارد غير مستغلة بالإضافة إلى أن البنية التحتية للدولة قليلة جدا هذا بالإضافة إلى أن الفقر أو انخفاض مستوى المعيشة ملحوظ جدا. ونظراً لأن السودان عاشت وتعيش حروب عديدة كان لها التأثير في تكوين جزء من شخصية الشعب بالإضافة إلى احد أهم الأسباب لتنقل السودانيين من مسقط الرأس إلى أماكن أخرى بحثا عن حياة أكثر استقراراً.
المصريين
كانت مجموعتنا مكونة من 23 فرد (3 قساوسة – 3 راهبات – 2 شمامسة – علمانيين) البعض من القاهرة من إمبابة والمرج والبعض من أسيوط والمنيا وأسوان وارمنط ) لم أكن اعرف أياً منهم ولذلك خلال الأيام الأولى كنت صامتة متفرجة اكتشف الأشخاص من حولي ولكن بعد وقت قليل تغير الحال.
اختلاف خلفيات الناس وأعمارهم وطريقة تحليلهم للأمور والاستجابة لها كان شيئاً غنياً حتى ولو أدى هذا التنوع إلى اختلاف في الآراء في بعض الأحيان. ومع الوقت اكتشفت أشخاص داخلهم جميل.
وصلنا الخرطوم وأخذنا أتوبيس مكيف "شيك جدا" لمدة ست ساعات إلى الأبيض وفى الأبيض انقسمنا إلى رجال في المكان الذي سنتجمع فيه كل يوم للأكل والعمل وهو مكان تابع إلى الكنيسة الكاثوليك والسيدات في منزل تابع إلى الراهبات الكومبونيات على بعد 10 دقائق سيرا من المكان الأول.
جاء بعض السودانيين من القسس والنشطاء في الكنيسة لتعريفنا بالسودان من حيث الثقافة والعادات والتاريخ ..... ثم بدأنا العمل...
الخبرة العملية
يمكن تلخيص الأنشطة في أننا كنا نغنى أو نرتل ونتناقش أو نعطى محاضرات في موضوعات تم تحديدها مع المسئولين السودانيين (الصداقة – الحب- الجنس- الأخوة...) والتي اختلفت بحسب الفئة التي سنعمل معها.
لقد قابلنا وعملنا مع شباب من دارفور- أطفال شوارع- طلبة بالمدارس- متعايشين مع مرض الايدز- مدرسين- شباب من الكنيسة- سيدات- أسر... ونظراً لكثرة الفئات التي عملنا معها، فإننا لم نتمكن من البقاء مع أية مجموعة أكثر من يومين أو ثلاثة على الأكثر. كانت الميزة في ذلك أننا التقينا بمجموعات كثيرة والعيب كان أننا أول ما نبدأ نتعود على السودانيين ونفهم ويفهمونا نترك المجموعة التي نعمل معها وبندا في العمل مع مجموعة أخرى.
لقد التقيت مع غالبية المجموعات التي عملنا معها، ولكن أكثر من أثروا فيّ هم السيدات، لأننا عشنا معهن حوالي خمسة أيام. بدأت خبرتنا معهم بأن حكت كل سيدة عن كيفية اكتشافها لله في حياتها، وكيف حاربت من اجل إيمانها وهنا "أنا تنحت" وشعرت بخجل لان هؤلاء السيدات التي كان يجب أن أحدثهم أنا على "أننا على صورة الله ومثاله" اختاروا وحاربوا من اجل إيمانهم وأنهم يصلون ببساطة وإيمان من اجل التفاصيل الحياتية والله يستجيب في حين أننا نتكلم كلام كبير ومعقد.
في السودان عشت الحياة البسيطة: انقطاع الكهرباء والمياه- الأمطار والسير في الشوارع المملوءة ماء- ركوب سيارات النقل للتنقل من مكان إلى مكان ..... نوعية الأكل حيث كنا نأكل ذات الأكل تقريبا لمدة 23 يوم لأن بعض أنواع الخضار
والفاكهة غالى الثمن ...
من أهم ما عشناه أيضاً غموض ما سيتم أثناء الرسالة حيث أننا في أحيان كثيرة كنا نكتشف مع من سنلتقي وماذا سنفعل قبلها بيوم أو يومين... وبدأ التذمر ولكن توصل البعض إلى انه لماذا لا نعيش اليوم بيومه ولماذا يجب أن نخطط لمدة أسبوع للأمام... وهنا تحول التذمر إلى هدوء واستمتاع.
في السودان وجدت شعب بسيط وكسول عنده انتماء، شعب نابض بالحياة يبتسم... يبكي ويرقص من قلبه بغض النظر عن السن والمرتبة الاجتماعية. فبالرغم من الظروف الحياتية الصعبة التي يعيشوها من حرب وفقر ونقص في الموارد إلا أنهم عندهم نوع من الأخلاق أو الاحترام للآخر أو يمكن تسميته كرامة.... لا اعرف كيف أصف هذا.
عندما ذهبت إلى السودان لم أكن اعرف ماذا سنفعل ولوهلة تخيلت في الناس البساطة (أو السذاجة) ولكني مع الوقت اكتشفت هناك عمق وغنى وعظمة البساطة وهذا ما كنت احتاجه.