نشرة المجلس العالمي - عدد 141

في فاتيما، نال جميع المندوبين نِعَمًا كبيرة، كجمعيّة، لأنّهم عاشوا خبرة وليمة حقيقيّة مع الرّبّ، وقد عرفنا علامات جليّة للنّعمة، ترافقنا كجماعة. واليوم، من المهمّ أن يواصل روح الجمعيّة في فاتيما، إلهام الرّجاء الذي نعيشه، نحن أعضاء جماعة الحياة المسيحيّة، كجماعة عالميّة، فيشعر كلّ واحد منّا أنّه جزء كامل من هذه الوليمة مع الرّبّ. هذه النّعمة العميقة والقويّة تجد مكانها قبل كلّ شيء في كلّ فَردٍ من أعضاء جماعة الحياة المسيحيّة عبر العالم، فنشعر أنّنا حقيقةً مدعوّون لننمو في نوعيّتنا كأعضاء، وفي رجائنا، وفي التزامنا لهذا الجسد الذي هو جماعة الحياة المسيحيّة.

 

في الأشهر الأخيرة، كنّا شهودًا لأوقات مميّزة من الصّلوات الجماعيّة حول يسوع، إذ طُلِبَ منّا أن نعانق الجمعيّات العموميّة السّابقة التي فيها أصبح أكيدًا نموّنا في الرّجاء وأصبحت واضحةً وأكيدةً رسالتُنا المشتركة كجسد رسوليّ. وبالتّالي، في وقت النّعمة هذا، لدينا إرثُ تاريخِنا الجماعيِّ الذي أصبح قوّةً وحافزًا وتجلّيًا تدريجيًّا للرّبّ الذي يطلب منّا الآن أن نتقدّم أكثر في عمق "المزيد الإغناطيّ".

 

نقترح، في ما يلي، وقتَين لصلاة فرديّة وجماعيّة، حاولوا أن تشعروا فيهما أنّكم متناغمين حقيقةً مع كلّ أعضاء الجماعة في هذا اليوم العالميّ لجماعة الحياة المسيحيّة 2009.

 

 I. الوقت الأوّل: نعمة فاتيما 2008.

(نقترح هنا، قراءة شخصيّة مُصلِّيَة للقسم الثاني من الوثيقة النهائيّة للجمعيّة العالميّة في فاتيما.) لقد شارَكَنا الرّبّ بخمس علامات رجاء وتحدّي نابعة من خبرة فاتيما، وهي تشكّل مصدر إلهام لجماعة الحياة المسيحيّة كلّها اليوم:

 

الأمانة لتوجّهات نَيروبي.

الوحدة في الاختلاف.

الدّعوة للعيش كجماعة نَبَويّة من العلمانيّين.

تَشَبُّه أوثق بالمسيح في رسالته التي هي تبشير الفقراء.

توسيع وتعميق شبكات التّعاون.

 

مع هذه الآمال وهذه التحدّيات التي رأيناها كعلامة واضحة  للروح الصّالح،  ندعو جميع أعضاء جماعة الحياة المسيحيّة العالميّة أن يصلّوا ليسوع من أجل تعميق هذه النّداءات وإعادة اكتشاف نِِعَم فاتيما:

أ‌)        صلاة شخصيّة:

-          ما هي التّحرّكات الداخليّة التي حصلت أثناء صلاة هذه التّحرّكات: كفرد، كإنسان علمانيّ، كمسيحيّ، كعضو في عائلة وخاصّةً كعضو في جماعة الحياة المسيحيّة؟

-          أيّ تحرّك يبعث في قلبي المزيد من الاندفاعات المعزّية؟

-          ما هي الوسائل الشخصيّة التي اعتمدتُها في هذه الأشهر بعد جمعيّتنا العالميّة، لتدعيم تحرّكات فاتيما؟

-          ما هي النّداءات الخاصّة التي أنا مدعوّ إلى تلبيتها ومتابعتها؟ ما هي الاندفاعات الجديدة التي أكتشفُها في إعادة القراءة الشخصيّة للنِّعَم التي نلناها في فاتيما؟

 

ب‌)     مشاركة جماعيّة:

-        ما الذي لفت انتباهي وعزّاني بالأكثر في صلاتي الشخصيّة؟ ( كلّ عضو يشارك ثماره الشخصيّة).

-        ما هي التحرّكات الداخليّة التي تشكّل اتّحادًا أكبر بين أعضاء هذه الجماعة المجتمعة؟ (نقترح كتابة التحرّكات المشارَك بها لكي يتمكّن كل شخص من رؤية ومعرفة حالات الانبساط والانقباض).

-        ما هي الوسائل الخاصّة (نشاطات، مشاريع، صلاة وتمييز، إلخ) التي اعتمدناها كجماعة صغيرة، محلّيّة ووطنيّة، لمساندة التحرّكات والنّداءات التي نلناها في فاتيما؟ (كتابة الثمار والصعوبات في هذه الأشهر الأولى بعد الجمعيّة في فاتيما).

-        ما هي النّداءات الخاصّة التي يجب أن نحافظ عليها أو نلبّيها، وما هي الاندفاعات الجديدة التي يجب أن نأخذها بعد هذه القراءة لالتزاماتنا بعد نِعَم فاتيما؟ (كتابة النداءات التي نريد تلبيتها والمحافظة عليها، وأيضًا الاندفاعات الجديدة للأشهر القادمة).

 

نقترح جمع ثمار هذا الوقت الأوّل للصلاة لمشاركتها مع الجماعات المحلّيّة الأخرى، ومع اللّجان والمجامع المحلّيّة والوطنيّة، ومع المجلس التّنفيذيّ العالميّ، لكي نتمكّن من جمع هذه الخطوات الأولى بعد فاتيما، ولكي تكون حافزًا للخطوات المستقبليّة.

 

 II.  الوقت الثاني: الدّعوة لنكون جماعة نَبَوِيَّة. 

النقطة الأساسيّة في الجمعيّة العالميّة في فاتيما كانت الإلهامات والتّحدّيات التي أتت من خلال مساعدنا الكنسيّ العالميّ، الأب أدولفو نيكولاس اليسوعيّ. كان لكلماته صدًى في أعماق قلوبنا، خاصّةً لأنّه كان يتوجّه إلينا كما إلى جماعة قد ميّزت بوضوح دعوتها الرّسوليّة، وقد عرف قوّة دوافع نَيروبي التي تصرّ على "أنّنا مثبّتون في دعوتنا لنصبح جسدًا رسوليًّا علمانيًّا يشارك مسؤوليّة الرسالة في الكنيسة."(نَيروبي 2003).

 

وقد ذهب مساعدنا الكنسيّ العالميّ أبعد من ذلك في رؤيته لاندفاعات ونوايا هذه الجماعة الرّسوليّة الناشئة، إذ وَضَعَنا أمام هذا التّحدّي، وهو أن نطرح السؤال التّالي على نفسنا بحضور يسوع: "هل نحن قادرون على العيش كجماعة رسوليّة نبويّة لكي نجيب على نعمة الله هذه؟" عسى أن يصبح هذا السؤال حول دعوتنا النبويّة، ساكنًا قلوبنا للسّنوات المقبلة، وعسى أن يظلّ أُفُقًا لجماعة الحياة المسيحيّة في العالم. وهكذا، نستطيع إبقاء أنوار فاتيما حاضرةً وعاملةً فينا.

 

نعرض في ما يلي النّقاط الأساسيّة التي تحدّث عنها الأب نيكولاس والتي لمست كلّ فرد في جماعة الحياة المسيحيّة. ومن خلال هذه النقاط ندعوكم إلى وقتٍ ثانٍ للصّلاة الشخصيّة والجماعيّة: "هل يمكننا أن نعيش رسالةً نبويّة كجماعة حياة مسيحيّة؟" (نقترح هنا، قراءة شخصيّة مصلّيَة لرسالة الأب نيكولاس إلى جماعة علمانيّة نبويّة.)

 

النّبيّ يرى العالم بِعَينَي الله. (يوحنا 1/6ـ 9). تدعونا موهبتنا الإغناطيّة إلى النّظر إلى الواقع على طريقة المشاهدة في التّجسّد، فيمكننا عندئذٍ أن نكون شهودًا لنور الله المُقَدَّم إلينا في الوجوه والأوضاع الملموسة في حياتنا اليوميّة. متى نِلتُ نعمة النّظر بِعَينَي الله؟ ما الذي تبدّل فِيَّ عندما نظرتُ بهذه العيون؟

 

النبيّ يسمع بأذنَيه ما يسمعه الله. (1صموئيل 3/10). بما أنّنا أعضاء جماعة الحياة المسيحيّة، فنحن مدعوّون إلى أن نعيش بقلبٍ كبير مفتوح لكي نتمكّن من سماع نداء الله في علامات الأزمنة. كيف أترجم النداء الذي أسمعه من الله اليوم كإنسان وكعضو في جماعة الحياة المسيحيّة؟

 

النّبيّ يشعر بواسطة قلب الله. (متى 5/1ـ 12). الدّعوة لنصبح أنبياء تتطلّب أن تكون لدينا الرّغبة لنشعر بما شعر به يسوع عندما تأثّر بأوضاع إخوته وأخواته الأكثر احتياجًا. ما هي المشاعر التي تنتابني عند معرفتي أنّنا مدعوّون لنصبح جماعة نبويّة كجماعة حياة مسيحيّة؟

 

النّبيّ يميّز ويفعل، مُحَرَّكًا بالرّوح. (لوقا 1/38). أن نكون جماعة نبويّة بالرّوح يتطلّب أن نعيش بقلب حُرّ ومفتوح، لكي تتمّ إرادة الله في حياتنا. مريم هي مثالنا في الاستعداديّة، ونحن نصلّي معها جوابنا على هذه النداءات كجماعة حياة مسيحيّة، جاهدين على العمل دائمًا حسب الرّوح. متى اختبرنا هذه الجهوزيّة والحرّيّة الداخليّة في تاريخنا كجماعة حياة مسيحيّة؟

 

النّبيّ يلفظ كلمة الله. (أعمال الرسل 2/1ـ 4). الربّ هو الذي يفتح الأفواه لكي نعبّر عمّا عملناه وتعلّمناه وعلّمناه. إنّه الرّبّ ذاته الذي يلهمنا بناره، أن ننشر عظمة الإيمان بالله، الإيمان الذي نعيشه كمسيحيّين وكأعضاء جماعة الحياة المسيحيّة. ما الذي أقوله للرّبّ عمّا فعلناه وتعلّمناه وعلّمناه كجماعة حياة مسيحيّة، ابتداءً من فاتيما؟

 

أ‌)        صلاة شخصيّة:

-          ما هي التّحرّكات الداخليّة التي أختبرُها أمام هذه الدّعوة لنصبح جماعة نبويّة كجماعة حياة مسيحيّة؟

-          ما هي نداءات الرّبّ التي أعتبرها خميرة يمكن أن تساهم مع مواهبي ومحدوديّتي، في أن نصبح جماعة حياة مسيحيّة نبويّة؟

 

ب‌)     مشاركة جماعيّة:

-          ما الذي يعطيني تعزيات أكثر في صلاتي الشخصيّة؟ (يشارك كلّ واحد همومه).

-          ما هي التحرّكات الداخليّة التي تشكّل اتّحادًا أكبر بين أعضاء هذه الجماعة المجتمعة؟ (نقترح كتابة التحرّكات المشارَك بها لكي يتمكّن كل شخص من رؤية ومعرفة حالات الانبساط والانقباض).

-          ما الذي نشعر أنّنا مدعوّون إلى عمله، كجماعة صغيرة، لنصبح جماعة نبويّة على المستوى المحلّيّ والوطنيّ والعالميّ؟ (كتابة الاندفاعات الجديدة والقوى التي ستنير طريقنا في السنوات المقبلة، والمشاركة بها مع المجلس الوطنيّ والعالميّ.)

 

 III. الوقت الثالث: مناجاة جماعيّة. 

نُنهي بمناجاة كصلاة ختاميّة: 

-          حوار مع مريم لكي تتوسّط من أجلنا قرب ابنها، لكي يعطينا نوره وقوّته لنحافظ على النِّعَم التي نلناها في فاتيما، حيّةً خلال السّنوات القادمة.

 -          حوار مع يسوع لكي يساعدنا ويرافقنا في رغبتنا في اتّباعه عن كثب كجماعة رسوليّة ونبويّة، في الأوقات المقبلة، خاصّة في التزامنا الحقيقيّ كأعضاء في جماعة الحياة المسيحيّة. 

-          نصلّي الأبانا، وندعو الله "أبّا"، لكي يعطينا بساطة القلب، فنستطيع أن نسمع نداءاته، عالمين أنّنا ننتمي إلى رسالة أكبر منّا كأفراد، وأكبر من جماعة الحياة المسيحيّة، وأكبر من الكنيسة ذاتها، لكي نبلغ إلى كمال ملكوته، مختارين ومفضّلين دائمًا الأكثر فَقرًا.

 

 موريسيو لوبز أوروبيزا                                                                              دانييلا فرانك        

        مستشار                                                                                            رئيسة