وُلد لكم اليوم مخلص
سمر شنوده
كتبت صديقتي: "عزيزي يسوع، آسف جدا أننا لسنا في مزاج حسن للاحتفال بعيد الميلاد هذا العام ! إننا نحاول لكن الأمر شديد الصعوبة".
ولكن، ربما أكثر من أي يوم مضى، ما أشبه اليوم بأجواء ميلاد يسوع المسيح في عالمنا.
ألم تتعرف عليه في ميلاد خالد علاء عبد الفتاح مولود الحرية المنتظر؟
طفل الحب الذي يأتي وسط أحلام الكهول وتوقعات الأنبياء التي لم تتحقق بعد؟
انظر إليه وتعبد الله في هذا الطفل!
اسمع ألحان نشيد يأتي من زمن آخر. يحمل لنا بشرى سارة: "وُلد لكم اليوم مخلص!"
أما إن لم يطاوعك قلبك، فانظر إلى أي طفل آخر من اختيارك وتعرّف على وجه الله!
إنه في كل معجزة حياة تأتي إلينا من عَلي، تسقط علينا دون استحقاق ودون استعداد.
أو ربما اعتاد قلبك الحياة كما اعتاد الدماء؟
اسمع نشيد الحياة ترتله الملائكة: في كل ميلاد جديد نصر للحياة على الموت، تجلّي عمل الله في تاريخ البشر!
كل مخاض يعلن ميلاد.
الخليقة تأن منتظرة ساعة إعلان بنوتها،
تاريخ طويل حملته إيزيس أو مريم أو مصر، لا يهم
أو حملته نساء مصر: أمهاتها، بناتها، عذرواتها!
اسمع كلمات الشاعر وتساءل من تكون هذه المرأة، المرأة حاملة النجوم التي تدوس التنين؟
عندما تتعرف عليها أصرخ "سلامتك" ...
"سلامتك يامّة يا مُهرة - يا حبّالة - يا ولاّدة - يا ست الكل يا طاهرة –
سلامتك من آلام الحيض - من الحرمان من القهرة"
وإن لم يطاوعك قلبك لسماع هذا النشيد فاسمع أي نشيد آخر من اختيارك، آت من أي زمان أو أي مكان
فليكن الـسلام عليك يا مريم الـ"AVE MARIA "
كل نشيد هو صرخة يحمل في كناتها قلب الإنسان المنكسر والمنسحق وتوقه إلى العيش والكرامة والحياة
كل صرخة هي صلاة استغاثة تشق السماء وينزل الله جلّ جلاله ليعلن أمام كل واحد فينا
أن هذا،.وهذا هنا، وذاك هناك، هو ابني الحبيب الذي به سررت
تعجّب اليوم من عمل الله الذي ما زال يختار الجهلاء والفقراء لكي يخزي الحكماء والأغنياء.
ألم تتعرّف بعد على الرعاة الجائلين في مياديننا؟ ما أسماؤهم اليوم؟ أي رسالة يحملون للعالم؟
وإن سمعت في جولتك هذه صوت نحيب آت من بعيد
فاعرف أنها رحيل تبكي أولادها
تبحث عن معالم وجوههم بين الوجوه المشوّهة
انظر واسمع وتعجّب
وإن لم تتعرف بعد على ميلاد يسوع المسيح اليوم في تاريخنا
فلا تيأس
فربما لا زلت تبحث عنه في قصر هيرودس
ابحث إذاً عن نجمة قلبك، فهي دليلك، وإن وجدتها فلا تدعها تغيب عنك
واحترس... ففي زماننا نجوم أخرى قد تبدو أكثر بريقاً ولكنها خادعة!
سمر شنوده - ميلاد 2011