أهلاً بـ25 يناير 2012!
بقلم إنجي فايز
مر عام على ثورة 25 يناير ومازلت لا أرى الصورة بوضوح!
من عام كنت متشككة في أهداف الثوار ومازلت اليوم متشككة في أهداف البعض. لم أفرح يوم التنحي، لانني لم أثق يوماً في حكم العسكر.
أنا أعيش مصر بمتناقضاتها... فأنا أعيش في حي متحضر يتبارى في شراء سيارات آخر موديل وأولاده في مدارس أجنبية يتكلمون العربية بالصدفة وأعمل مع فقراء قد لا يجدون قوت يومهم. أتفهم انعزال الأول عن الثاني لدرجة أنه قد لا يكاد يعلم بوجوده... وأشعر بقهر الثاني الذي لا يستطيع حتى في حلمه أن يتمتع بأبسط حقوق الأول.
كنت أرى بلدي يتمزق ... كنت أستشعر الخطر... كنت أتوقع ثورة جياع... لكنني برغم كل هذا لم أتحمس للثورة بكل أهدافها النبيلة من حرية وعدالة اجتماعية ... كنت أخشى الخداع.
فإذا تعلمت شيئا من كوني مصرية، فهي أننا نفتقد الشفافية. كيف أصدق هذا أو ذاك؟ من يقول الحقيقة؟ من صادق في نواياه؟
انفعلت وحاولت أستفهم من الأصدقاء، إذا بالكل متخبط: من يدافع عن الثورة بكل شراسة ومن يهاجمها بكل عنف، لدرجة أن العلاقات بين الأصدقاء انقطعت. وأصبح الكل متهماً. فترة عصيبة لن أنساها. ولكنني تعلمت:
تعلمت ألا أتسرع في الحكم على الأحداث، فالزمن كفيل بأن يظهر الحقيقة.
تعلمت أنني وأصدقائي قد لا نكون عقلانيين تماماً وقت انفعالنا وأن الخلاف وارد دون اتهامات ودون تخوين .
تعلمت ألا أنساق وراء مشاعري ولكن أن أسمع صوت العقل داخلي.
تعلمت أن أستمر في عملي التنموي لأن هذه رسالتي وأتفهم من يقومون بعمل ثوري لأن هذه رسالتهم.
تعلمت أن أسلم حياتي للرب بجد، لأن الموضوع خرج من يدي.
فإنني الآن أكثر انفتاحاً لخوض التجربة... فأهلا بـ 25 يناير 2012... فالرب معي.