نلتزم....لنكون جسداً رسولياً

نلتزم....لنكون جسداً رسولياً

 

دعونا نأخذ كل مقطع على حدى

· نلتزم...

نلتزم: فعل إنساني

هو أن نقبل الدخول في زمان ومكان رحلة اخترناها باكتشافاتها ومفاجآتها... ونستوعبها.

هو أن نتعايش اجتماعياً مع الذين نشاركهم الطريق سواء على المستوى العائلي أو المهني  أو السياسي...

أن نلتزم مع آخرين يشكل هويتنا التي نستمدها مِمَّن نشاركهم الطريق ويكملها.

أن نلتزم هو أن نقول ما نريد، وأن نكون ونفعل ما نقول.

 

نلتزم: فعل مسيحي أيضاً

الله أول من التزم لا بالخليقة فقط بل بالتجسد في شخص المسيح ليسمح للإنسان أن يقهر الموت وأن يخلص مع المسيح القائم من الأموات.

انطلاقاً من هذا، أصبح لدينا وصية واحدة بدلاً من وصيتين وهي "أحب الرب إلهك وقريبك كنفسك" . حرف "الواو" يدعونا إلى توحيد كل أشكال الحياة. لا يوجد فصل بين الحياة الروحية والحياة الإنسانية، نحن مدعون للتوحيد بينهما.

فالحياة الروحية هي نفسها الحياة الإنسانية مع الانتباه المستمر لعمل الروح. كما عاش يسوع كإنسان في اتحاد مستمر وحميم مع الآب.


نلتزم هو إذاً فعل إغناطي بكل تأكيد:

فهو في عمق الرياضات الروحية:

" الغاية التي خلقني الله لأجلها، أي لتسبيح الله ربنا وخلاص نفسي. وذلك، فأياً كان اختياري، فلا بد من أن يرمي إلى مساعدتي على بلوغ الغاية التي لأجلها يخلقني الله، لا أن ينظم ويُخضع الغاية للوسيلة، بل الوسيلة للغاية. " 169

فليست الرياضات خلوة صمت وصلاة فقط بل لها كهدف اختيار ما اختاره الله لي. وهذا عن طريق التمييز الروحي.

إذاً "نلتزم" هو أن نختار المسيح اختياراً واقعياً ملموساً، وهو ما يعني أن أتبعه في اختياراتي الصغيرة اليومية كما في اختياراتي الأكثر أهمية. ليس في حياتي الروحية فقط بل حياتي الإنسانية.

 

· لنكون جسداً رسولياً:

نريد أن  نفهم هذه العبارة من كلام يسوع: " متى اجتمع اثنين أو ثلاثة باسمي، أكون في وسطهم" وكلام بولس الرسول: "أنتم جسد المسيح". أن نكون جسداً واحداً رسولياً لا يعني اتباع المسيح فقط بل أن نُرسل حيث الله يدعونا لا على مستوى المكان بل على مستوى الروح. فلا ننغلق في أماكن وأساليب اخترناها من قبل. علينا إذاً أن نطلب من الله أن يغير نظرتنا لنرى الآخر كصديق في الرب، حتى نكون جميعاً جسداً واحداً ملتزماً بالرسالة.

وإذا تأملنا شعار السنة نجد فيه: "نعيش الصلاة الجماعية ونشجع بعضنا بعضاً على الصلاة الشخصية كي تصبح حياتنا صلاة وصلاتنا حياة، وتدفعنا لنكون جسداً رسولياً مساندين رسالة بعضنا بعضاً ومؤمنين أن رسالة الآخر هي جزء من رسالتي الشخصية".


· لماذا ألتزم ولماذا أمام الآخرين؟؟

- ألتزم لأقدم نفسي بحرية أمام الله والآخرين، أقدم الالتزام رمزاً لما أعيشه.

- بعد خبرة سنتين على الأقل في الرفاق، أريد أن أكمل المسيرة في هذا الاتجاه.

- لأنني شعرت بارتياح للروحانية الإغناطية التي بدأت أن أكتشفها في الرياضات الروحية.

- ألتزم لأرتبط ببقية الرفاق في مسيرة واحدة لنشجع بعضنا بعضاً.

يدعونا المجلس العالمي هذا العام إلى أن نفكر ونعمق مفهوم "الانتماء" في حياتنا كرفاق حيث شبه جماعاتنا المسيحية بـ"العائلة" التي هي مكان للثقة والعيش المشترك ومكان للمساندة والتضامن. إنها مدرسة للإيمان والحب الحقيقي وذلك بأن حب الله مترسخ بين أعضائها وهذا الحب هو القوة المحولة التي تساندنا طوال حياتنا، فترتكز هويتنا على الإيمان بأن الله يسكن فينا بالرغم من محدوديتنا.

إذاً فنحن مدعوون هذا العام لأن نعيش كعائلة واحدة متماسكة ومترابطة محبين ومساندين ومتضامنين مع بعضنا البعض من أجل بناء ملكوت يسوع المسيح في محيطنا ومصرنا وعالمنا.


· خطوات عملية:

أحدد وقتاً لأعمل مراجعة لما عشته في الرفاق، وأجلس مع نفسي في مكان مناسب، وفي جو من التأمل والصلاة وأتساءل:

- كم سنة قضيتها في الرفاق حتى اليوم...؟

-  أتذكر ما كنت عليه قبل انضمامي للرفاق وما أنا أعيشه الآن. ما هو الفارق الذي أحدثه انضمامي للرفاق في حياتي؟

- هل ما اختبرته من أسلوب حياة الرفاق يناسبني ويساعدني على النمو الشخصي والروحي؟ (تحرر، اكتشاف، نمو روحي إنساني رسولي ...)

- هل ما اختبرته يدفعني بقوة وفرح لقرار الالتزام المؤقت أو تجديده أو الالتزام الدائم أمام الله والآخرين؟

- ماذا تعني كلمة التزام بالنسبة لي؟

- إذا كنت قد قدمت التزامي المؤقت في عام سابق، هل أشعر بدافع قوي لتجديده هذا العام؟

- إذا كنت لا أشعر بالرغبة في ذلك، ما هي المعوقات؟

- إلى أي مدى أسعى لأعيش التزامي في الرفاق كأسلوب حياة، لدرجة تدفعني لتقديم الالتزام الدائم؟

- ما هو شعوري بعد اتخاذ القرار؟ (ارتياح، سلام، قلق...)

 

 

صيغة الالتزام المؤقت:

يا رب، أنا ... أشكرك على أنك دعوتني لاتباعك عن قرب، من خلال جماعة "رفاق الكرمة". وأشكرك على أنك رافقتني طوال مسيرتي معك على مدى السنوات الماضية، بما كان فيها من تحرر ونمو روحي وإنساني، وبما تلقيته من تكوين وما عشته من اكتشافات.

وإني أريد، تجاوباً مع حبك المجاني الذي اختبرته ولمسته في حياتي، أن أواصل مسيرتي في اتباعك، فألتزم بأسلوب حياة "رفاق الكرمة" وبمبادئها العامة. وأجدد تسليم ذاتي وحريتي إليك، واثقاً بك، لترسلني أنت حيثما تريد فأشارك في بناء ملكوتك، وأمجدك بالتزامي في الكنيسة والمجتمع.

أطلب إليك، أن تقبل تقدمتي هذه، وأن تمنحني نعمتك حتى أقول لك دائماً "نعم" على مثال مريم العذراء أمنا وشفيعتنا.

 

والآن هل يمكنني أن أصيغ نص التزامي الشخصي؟

أنا فلان .................................................

أشكرك يا رب على ....................................

وأريد ....................................................

وأقدم ....................................................

وأطلب ..................................................