وكواه مفتوحة في عليته
بقلم أماني فوزي
بالإيمان دانيال لما علم "بإمضاء الكتابة ذهب إلى بيته وكواه مفتوحة في عليته نحو أورشليم فجثا على ركبتيه ثلاث مرات في اليوم وصلى وحمد قدام إلهه كما كان يفعل قبل ذلك" (دانيال 6: 10 ).
ربما أضيفها أنا إلى عبرانيين إصحاح 11، حيث قال بولس في نهاية الإصحاح "يعوزني الوقت".
أقف أمام هذه الآية وأنا أعرف ما سيحدث لدانيال بعد هذا وأفكر كثيرًا.
تُرى كم مرة دخلت إلى حجرتي وأغلقت بابي وشعرت بالخوف وامتنعت عن ممارسة أعمال إيماني.
تذكرت مواقف كثيرة طلبت من الله أشياء واستجاب لي، وعلامات وأرسلها لي، ولكنني لم أكتف وأخذت أطلب إثباتات على الرغم من أن الإيمان يتطلب مني أن أسير بثقة في من يمسك بيدي
تتردد الآن في ذهني عبارتها لي وهي تقول: وسألني الكاهن بيأس وعدم تصديق: كيف ترين الله والخير فيما يحدث لمصر الآن؟؟؟
أقف متحيرة وأنا أفكر في كل هؤلاء الذين ذكرهم بولس الرسول في عبرانيين 11، كيف رأى هؤلاء الرجاء وكيف وصل الإيمان لقلوبهم بأنهم في إيد أمينة وأن إلهنا حي وقوي وقادر، وكما قال عنه دانيال: "ليكن اسم الله مباركاً من الأزل وإلى الأبد لأن له الحكمة والجبروت. 21 وهو يغير الأوقات والأزمنة يعزل ملوكاً وينصب ملوكاً. يعطي الحكماء حكمة ويعلم العارفين فهماً. . 22 هو يكشف العمائق والأسرار.يعلم ما هو في الظلمة وعنده يسكن النور (دانيال 2: 20-22).
تُرى ماذا كان يدور في رأس دانيال عندما قرر أن يذهب إلى حجرته ويصلي كعادته؟
تُرى هل خاف للحظات ثم تشجع؟
أم تذكر في هذه اللحظة ما حدث لشدرخ ومشيخ وعبدناغو في أتون النار ولقاءهم بالرب واشتهى هو أيضًا أن يلتقى به، وكأن الفرصة سنحت له هو أيضًا لذا اللقاء؟
الشيء الذي توقفت أمامه كثيرًا في هذا الإصحاح هو التركيز على مشاعر الملك داريوس وحزنه وخوفه على دانيال، ولكن الشيء المذهل هو "ثقة الملك في إله دانيال" وقدرة هذا الإله العظيم على إنقاذ رجله الأمين، فنقرأ معًا إنه قال لدانيال: إن إلهك الذي تعبده دائماً هو ينجيك (دانيال 6: 16).
الملك لم يأكل ولم ينم ولم يهتم بسراريه في تلك الليلة، بل صام وبات مهمومًا منتظرًا ليرى إذا كان ما يصدقه سيحدث. ملك سمع كثيرًا عن إله دانيال، ملك قرأ ما كتبه جده نبوخذنصر، ملك حكى له أبوه بالتأكيد خبرته مع هذا الإله!!!! ولكنه لم يعلن إيمانه بهذا الإله كل هذه الفترة وفي الوقت نفسه اعتمد عليه في إنقاذ دانيال.
ألا يحدث أن نرى نحن أيضًا أشياء تحدث لمن حولنا ونتعجب من معجزات شفاء، معجزات رجاء وعن حيوات تتغير.
ألا يحدث أن نشهد بأنفسنا استجابات صلاة بسيطة كانت أم مستحيلة ونبدي اندهاشًا واعجابًا بها.
تُرى ماذا يكون رد فعلنا، إيعاز الأشياء إلى الصدفة، محاولات بحثها وفحصها علميًا ومنطقيًا لأننا لا نريد السجود.
تُرى هل نكتفي بتقدير هذا الإله أم نتوجه بدورنا أيضًا لنسجد له، هل نتخذه نحن أيضًا إلهاً لنا، نقترب منه ونفتح كوانا لنصلي له أم نكتفي بأن نسمع ونردد بإعجاب وانبهار ما يحكيه الآخرين عنه.
في لحظة يتحدث فيها الجميع عن أهمية ما فعله دانيال والفتية الثلاثة من أعمال إيمان، أجدني أتأمل أكثر ما فعله داريوس الملك وأسأل نفسي كل يوم: سمع داريوس عن كل هذه المعجزات والعجائب، أدرك عظمة هذا الإله الجبار، ولكنه لم يسمح لنفسه أن يسجد له، استمر في علاقة السمع والإعجاب من بعيد ولم يرغب أن يقترب من الأرض المقدسة! تُرى هل خاف داريوس من الاقتراب كي لا يفقد مكانته أمام نفسه، فهو ملك الأراضي والذي يجب أن تسجد له المسكونة، كيف له أن يسجد لآخر. نعم، عندما أحب نفسي وأعبدها، وعلى الرغم من معرفتي من هو الإله الحقيقي، أمتنع عن أن أسجد وأعترف.
أصلي:
كثيرًا ما رأيت أعمالك من بعيد وفضلت الاكتفاء بالإعجاب والانبهار
حيث أنني لم أستطع التنازل عن إعجابي وتقديري لذاتي أمام بهاء مجدك
حيث أنني اعتمدت كثيرًا على قدراتي ومهاراتي
نعم خفت أن أقترب
ولكنني الآن
أجدني عاجزًا أمام محن الآخرين
أعلم أنك وحدك القادر على التدخل، القادر على الإنقاذ وأنت وحدك تنجي
طالما نظرت إليك من بعيد وأسديت لهم بالنصح والإرشاد
ولكنني اليوم أريد أن أقترب
أريد أن أسجد وأنزع التاج من على رأسي
أطرح قدرتي على التدخل وأعترف بعجزي
أتركهم في حمايتك وأسهر لأنتظر أن أرى عملك في اليوم التالي
أثق في أنك تُنجي وتسد أفواه الأسود
أنظر لفرحهم بعملك في حياتهم
وأفرح بك ملكي وإلهي