أخلى ذاته
بقلم أماني فوزي
وكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضًا مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ. لوقا 22: 24
بدأ اعظم احتفال أعد المسيح له من قبل بكثير بمشاجرة، مشاجرة قبيحة عن شيء بعيد تمام البعد عن طريقة تفكيره: من يمكن أن يكون الأعظم. اليوم الأخير من حياته، وأصدقاؤه يتشاجرون على المكان الأول والمكانة الأولى. أغلب المشاجرات تنبع من هذا السبب. مهما حاولنا إخفائها خلف الأقنعة الاجتماعية أو حتى اللاهوتية ، المشكلة الأساسية هي أننا نعتقد أننا الأعظم ولن نتراجع عن هذا.
من كتاب كالخبز الذي كُسر
تأليف الأب بيتر ج. فان بريمن اليسوعي
دعونا نتخيل الموقف، وربما وضع كل واحد منا نفسه، بأمانة في مكان كل واحد من التلاميذ...
ألا يرى كل منا نفسه الأعظم بشكل ما وبصورة ما.
ألا يرى كل منا نفسه الأقرب من قلب المسيح أو الأكثر فهماً ومعرفة للكتاب.
ربما، للمفارقة، يرى كل منا في نفسه الأعظم في تواضعه أيضًا وأنكاره لذاته بل وفي محبته للآخرين.
اليوم يدعونا يسوع لنلتف حوله، لننظر إليه هو وليس لموقفنا وأهميتنا نحن، لنخلي نحن ذواتنا ونلتفت لما يريد هو أن يلتفت إليه، لمن جاء هو لأجلهم.
يا رب
كثيرًا ما نظرت لنفسي كشخص يُدرك أو يعرف،
ربما أحزنتك كثيرًا وأنا لا أهتم بما تشعر به ولكني أهتم بمكانتي سواء عندك أو بين إخوتي،
كثيرًا ما أضعت الوقت بحثًا عن المكان والمكانة بدلاً من البحث عن احتياجات من حولي،
أو بدلاً من التركيز على مشاعرك أنت وإرادتك لنا جميعًا،
كثيرًا ما نظرت للأشياء بحثًا عن الصواب والخطأ،
بدلاً من أن أهتم بأن أحضر إليك المياه التي تريد بها غسل أرجل إخوتي، أو أن أغسل معك أرجلهم،
كثيرًا ما نظرت للأشياء وعما كان يجب أن يحدث فيها،
بدلاً من أن أحاول أن أبحث ماذا أردت أنت أن يحدث.
يا رب
أنت تعلم يا رب أني احبك
تعلم أننا – أنا وإخوتي جميعنا – نحبك
يا رب
علمنا جميعًا أن نختفي لتظهر أنت
أن نصمت لتتكلم أنت
أن نتوارى عن الأعين ليرى الجميع جمالك أنت
محبتك أنت
لنسمع وصاياك وصلواتك وشفاعتك للآب لأجلنا
ونتعلم
يا رب
علمني أن أصمت كما التزمت أنت بالصمت
كشاه تساق إلى الذبح
وعلمني أن اتكلم كما تكلمت أنت بالحق
أمام كل من سألك وتحدث معك
علمني أن أميز متى أصمت ومتى أتكلم
علمني يا رب أن أميز
علمني عندما أفهم شيئاً أن أميز متى أعلنه ومتى أحفظ الأشياء في قلبي
علمني أن تظل عيناي عليك
وأن أكون كالأطفال، كما أردت، أنتظر منك القيادة
أفرح بما تقوله لي طوال الوقت
وبما أتعلمه من إخوتي
أن أكون ما أردته أنت وليس ما أريد أنا أو ما يريده من حولي.