جاء المسيح إلى العالم كصَديق. كصَديق عاش، مشى وتكلم مع الرجال والنساء الذين استقبلوه ليقول لهم إنه ليس هناك معبد آخر سوى قلب الإنسان وروحه، وإن كل إنسان قادر على التواصل مع الله عندما يَقبَل الخروج من ذاته وأن يقف مكشوفًأ في عُري محدوديته، في كامل إنصاته، في يقظته واستقباله.
جاء يُشَّوش الأفكار والقِيَّم المُترَسخة، جاء يُخَيّب التوقعات والأحلام الزائفة عن القدرة والروعة والشرَف. أطاح بالمفاهيم المُسَلَّم بها عن العظمة والحرية والمحبة والأهم المفاهيم الخاصة بالمسيح. فصل الارتباط بين العظمة من جهة والقوة والشهرة من جهة أخرى، ليَصِلها بالطيبة والتواضع، بالاحترام والاهتمام بالآخر أيًّا كان. جرّد الحُب من تفاهة العاطفة ومن سِحر الشغف ومن حيل النرجسية، من جَشعه ووحشيته المُقنّعة، ليوجهه نحو الصبر والتواضع والتفاني والمشاركة والتسامح.
عيد ميلاد مجيد
عن كتاب Cinq Eloges de l'Epreuve بقلم سيلفي جرمان