خبراتنا

عن الحزن اليومي

بقلم أماني فوزي 


ماذا تفعل عندما تستيقظ في الصباح لتبدأ يومك، وتشعر ان الحزن الذي نمت به ازداد وتمكن منك في ساعات النوم القليلة التي سمحت لك بها نفسك من التعب.   


ماذا تفعل لو شعرت بأنك على الرغم من بعدك المكاني عن الأحداث تعيش وكأنك في قلب كل شيء، بل وكأن كل شيء في قلبك. 


ماذا تفعل إذا كنت، بسبب بعدك عن المكان، لا تستطيع سوى الصراخ، الصراخ إلى الله، ثم الصراخ على صفحات الشبكات الاجتماعية؟


أن تبحث عن تعزية في كلمات مسجون، مظلوم، لم يرتكب شيئًا سوى أنه وقف بجوار المظلوم ورفض الظلم،  لتجد كلماته تملأك رجاءً، رجاء في آخرين تمسكوا هم أيضًا بآدميتهم مثله.


 تستيقظ في الصباح وأنت تتمنى ...

مع اللاجئين في لوكسمبرج

مع اللاجئين في لوكسمبرج

مارينا زكي (من رفاق القاهرة)

الموضوع بدأ لما أبونا فوزي كلمنى وقال لي إن هناك فرصة لخدمة للاجئين في لوكسمبرج وأنه يقترح أن أشارك فيها، أنا في الأول كنت مترددة جداً عشان ظروفي اختلفت بعد وفاة بابا. وكان هناك السنة اللي فاتت سفر مع نشاط أغصان الكرمة لإيطالليا وكان كل ورقي كاملاً وبابا موجود فموضوع الفلوس أسهل بكتير، ورغم ده ما جتليش تأشيرة السفر. فكنت خايفة أجرب نفس التجربة والتأشيرة ما تجيش تاني بس أبونا كان بيطمني ووالدتي قالت لي خلينا نمشي في الإجراءات والأحسن يحصل. وفي الوقت ده كنا بنصلي عشان لو للخير وربنا هيدبر الحاجات الموضوع يمشي ولو لأ خلاص.

المهم بدأت فعلاً أجيب الورق المطلوب، بس كانت هناك ورقة كشف الحساب دي ما كنتش عندي، فكنت رايحة ميعاد السفارة يوم 27 أغسطس وأنا ورقي ناقص كشف الحساب، عكس السنة اللي فاتت لما ورقي كله كان كامل وكان عندى شعور أنها أكيد مش هتجيلي: أنا ورقي ناقص وبابا مش موجود!

رأيت الجمال

رأيت الجمال

بقلم أماني فوزي

 

هناك في الماضي البعيد، على ضفاف النهر الجميل، كان جدي القديم يُبدع، كان يبحث، كان يُجيد مزج الألوان.

كره جدي القبح في كل شيء، وتحدى حتى قبح الموت في الأبدان.

كان جدي يُبدع ويغني ويعزف دون تجريم أو حرمان.

أما الآن فقد انتشر القبح في كل مكان في المبنى وفي الملبس والأدهى في الإنسان.

النجمة

النجمة

أنظر إلى السماء اليوم ليلاً، واختر نجمة تعتبرها هي التي أوصلت المجوس لطفل المذود. ركّز بصرك عليها، وحاول ألا ترى سواها. من بعيد تظهر ضئيلة وكأنها وُلدت للتو. ولكن كلما أمعنت نظرك نحوها تزداد حجماً حتى تكاد تملأ السماء. وحين تشعر أنها قد كبرت بما يكفي أمامك، أغمض عينيك واحتفظ بصورتها. تخيّل أنها تركت السماء، ونزلت ببطء ولطف إلى قلبك، أشعر بالحرارة التي قد أتت بها.

ومع النجمة راجع حياتك، وُلد الله يوماً في قلبك مثلما وُلدت النجمة يوم أتى المسيح إلى الأرض. حاول أن تتذكر يوم ولادته في قلبك أنت، يومها لمسك في موضع لا أحد يعرفه غيرك أنت وهو، شعرت أنك قابلت إله... شخص... حي... يتكلم، شعرت بأنه يحبك. قد يصعب أن تشعر بأن الله يحبك، رغم أنك تحبه، وحبه يكبر فيك تماماً كما تكبر النجمة.

 ومع دفء النجمة راحع السنة الماضية، لأنه بدون حرارتها ستظل مراجعة حياتك مجرد محاكمة ذاتية. تذكر أن لمسة نجمة الميلاد تحمل دائماً السلام والعذوبة لا الاضطراب والقلق. تذكر الأحداث المهمة خلال السنة... ما هو شعورك تجاه هذه الأحداث اليوم؟

قلب الميدان

قلب الميدان

بقلم الأخ فادي جورج اليسوعي


أكتر حاجة بتخوفنا... هو الخوف نفسه. الخوف من بكرة... من المجهول... من التغيير... من الأوقات الجديدة. في كل فترات العبور اللي بنمر فيها من مرحلة لمرحلة مختلفة، بيكون عندنا انتظارات كتير... مشاريع... رغبات وأحلام. لكن في نفس الوقت، عندنا كمان قلق وذعر.

احنا كمان في مصر النهاردة بنعيش نفس الظروف. في قلب كل واحد مننا أحلام ورغبات ومشاريع كبيرة لبلدنا، لكن في الوقت نفسه، جوانا خوف وقلق من المستقبل... من العسكر... من المتطرفين والبلطجية ومن الفشل... خوف احسن بكره ييجي ومايكنش ليَّ مكان فيه! في الوقت ده بالذات، احنا محتاجين لقلب جديد، قلب يشبه إلى حد كبير ...